في الأسبوع الفائت تكلمنا عن مسلسل الطريق إلى كابول وعن قصة الأفغان القديمة، وتحدثنا عن مخاوفنا من احتمال توقف عرض هذا العمل الجميل على إثر التهديدات التي تعرضت لها الشركة المنتجة والقنوات التي تعرضه، وبالفعل تم ذلك وحرم الشارع العربي المسلم من متابعة أحداث مغيبة عن ذهنه وحولها الكثير من اللغط وعلامات الاستفهام فكان ذلك العمل أسهل وأبسط الطرق إلى عقل وقلب المواطن العربي·
مانشير إليه هنا ليس مجرد حجب مسلسل راق وحسب بل ما حصل له دلالات في منتهى الخطورة والغرابة·
أولها أن أجنحة الإرهاب والترهيب الفكري باتت تغطي أشعة الشمس وتنشر الظلام، وتصل إلى ما تصبوا إليه بمجرد أن تهدد يمينا ويسارا وبشكل عشوائي، وثانيها أن الجهة المعنية تعلم أن الإرهاب يستطيع أن يضربها أينما كانت، وهذا اعتراف بأن جذور الإرهاب وتفرعاته وخلاياه موجودة دون القدرة على اقتلاعها أو استئصالها، وتلك مصيبة عظيمة ومخيفة أننا كمجتمعات نعلم أننا محاطون بكلاب الإرهاب والتطرف ولا نستطيع أن نحرك ساكنا وكل ذلك بإرادتنا!!! من المستفيد من ذلك غير تلك الجمعات الإرهابية في مجتمعاتنا وإذا تم ضرب هولاء يا ترى من المتضرر؟!
ولماذا هذا الصمت أو الكلام باستحياء عن تلك الأزمة والقنبلة الموقوتة المزروعة بيننا؟! بالأمس تم تغييب عمل تلفزيوني، وترهيب كل من قام بهذا العمل، واليوم أو في الغد لا تستغربوا إن تم تهديد كل من يشاهد أو يقرأ أو يستمع لشيء لا يروق لغلاظ القلوب متعفني العقول، ولعل وصايتهم وتسلطهم على العباد قد يصل إلى أبعد من ذلك بكثير وأصحاب المصالح والمهادنون يتفرجون، للأسف مثلما كنا نتخوف، انتصر الطالبيون!
|