بعض كتابنا في المنطقة العربية والخليج يصر على وضع العربة أمام الحصان ويستفيض في خلط الأوراق بشكل يصل إلى درجة الاستخفاف بعقول القراء والمواطنين بشكل عام!!!· فمنذ فترة كتب أحدهم وهو بالمناسبة رفيق سابق وصديق قديم يتساءل إذا كنا نعيش أزمة في تعريف وفهم وتوصيف المواقف المبدئية، منطلقا في بناء تساؤله هذا على تصريحات وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني حول عدم مشاركة لبنان وسورية في مؤتمر البحر الميت الاقتصادي في الأردن بوجود وفد إسرائيلي·
والحقيقة التي يجب أن نعترف بها للكاتب ونسجل باسمه اكتشافها هي اتفاقنا معه في أنها فعلا أزمة لكنها ليست في فهم وتوصيف المواقف المبدئية للبنان وسورية بقدر ما هي أزمة المبادىء نفسها وتأثير الزمن و تغير المصالح والانتماءات على العقل والفكر والنفس البشرية!!! وسنحاول أن نجيب كاتبنا الفذ عن تساؤلاته التي تصب في قراءاته الخطأ للمتغيرات والمعطيات السياسية على الساحتين العربية والعالمية وبالذات فيما يخص الساحتين الفلسطينية والعراقية·
وهنا سنجيب عن تساؤلاته رغم أنها في حقيقة الأمر موجهة لزعزعة العقل العربي وثوابته الوطنية والقومية أكثر ما هي موجهة للبنان وحكومته· وليعذرني الإخوة اللبنانيون وحكومتهم إن تطاولت في الرد بالنيابة عنهم "فأهل مكة أدرى بشعابها" ونحن حتما أدرى بتوجهات صاحبنا وفكره والمتغيرات التي طرأت عليه من إخواننا اللبنانيين·
والجواب عن تساؤله حول إذا كان من حضر المؤتمر بعيدا عن الصمود والمواقف المبدئية، فكل هؤلاء الذين حضروا واجتمعوا مع الصهاينة وروّجوا لمشروعهم المتزاوج منذ فترة مع المشروع الإمبريالي الأمريكي ومصالح الشركات متعددة الجنسية حيث أصبح رأس المال الصهيوني والمتصهين يهيمن ويوجه رأس المال العالمي لتحقيق أجندته ومشاريعه، كلهم لا يملكون المبادىء ولا جرعة من الكرامة والشعور الوطني والقومي وهم بالتالي يلعبون لعبة الكراسي الموسيقية التي تشرف عليها وتديرها الإدارة المتصهينة في البيت الأبيض !!! وأرجو أن لا يستغرب صاحبنا ولا يعتقد أننا نحاول أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين حيث إن صاحبه نبيل شعث لم ينتخبه الشعب الفلسطيني ولا حتى قيادته التي انتهت فترة انتخابها وبقيت تهيمن على القرار الفلسطيني وعطلت الديمقراطية بل ووأدتها في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية التي تدعي التحدث باسمها·
وإذا كان صاحبنا مصرّا على معرفة الرأي الحقيقي للشعب الفلسطيني وبكل شفافية على تساؤلاته فليسأل الشعب الفلسطيني عن طريق وضع استفتاء في المواقع الفلسطينية الإلكترونية التي تدار من الداخل وسيأتيه الرد هو والذين يدافع عن أجندتهم ويروج لتوجهاتهم، واضحا ومزلزلا وعاليا لكي ينفذ الى تلك الآذان التي لوثها الفكر الأمروصهيوني!!!
الأزمة يا صاحبي ورفيقي القديم ليست في موقف لبنان وحزب الله والتنظيمات والفصائل الفلسطينية بما فيها تيار جارف في فتح نفسها ولا في مواقف سورية· الأزمة الحقيقية تكمن في أن لا أمريكا ولا الصهاينة تركوا للمتحدثين باسمهم والمروجين لمشاريعهم وأجندتهم مجالا للمناورة والدجل· فقد أعلنوها صريحة وواضحة سواء في العراق الذي طبلتم بتحريره وتحرير شعبه "وياله من تحرير" أو في فلسطين وعموم المنطقة العربية والخليجية·
الحقيقة أنه ومجموعة من الكتاب والصحافيين على امتداد الوطن العربي والشتات وفي دولنا الخليجية قد اختاروا دور الترويج والتطبيل لمشاريعهم وبدؤوا يرقصون على أنغام مدافعهم وقنابلهم وهي تمزق أشلاء أجساد أبناء شعبنا إما بوعي ومصلحة أو من دون وعي، مدعين أنها الواقعية والعقلانية وتوازن القوى ونسوا بل غاب عن أذهانهم أن تلك المقاييس لا تصلح لقياس إرادة الشعوب وقدرتها على النهوض من بين الرماد كطائر الفينيق لتقول لا لظُلاّمها ومغتصبيها وناهبي ثرواتها وتحقق حلمها وتسترد كرامتها متطهرة بالدماء الزكية لمناضليها وأبطال مقاومتها·
واحسرتاه عليكم وعلى مبادئكم وعلى تاريخكم وعلى رخص الثمن الذي قبضتموه أو يمكن أن تقبضوه لذلك التاريخ!!!····· واعجبي
ü كاتب بحريني |