رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 5جمادى الأول 1424هـ - 5 يوليو 2003
العدد 1584

التيار الوطني الديمقراطي وحوار الطرشان
عبدالمنعم محمد الشيراوي
???? ??????

عودة الى موضوع توحد أو تحالف القوى الديمقراطية والليبرالية على الساحة المحلية بعد المقال الذي تم تقطيع وتشويه أجزائه من قبل جريدة الوسط لدرجة أن أحد مناضلي الطوارىء الذين يُخرجهم ويطلقهم البعض عند الحاجة أبدى تهكمه عليه!· "ماعلينا"، فالكثير من الإخوة الكتاب قد أدلوا بدلوهم من زوايا مختلفة وإن كنت أود المرور سريعا على بعض النقاط لأهميتها ولكونها متفاعلة مع جوهر الموضوع ولها علاقة بمنهجية وآلية الفعل المتوقع من قبل تياراتنا السياسية المعنية ونقول المعنية بسبب خلط الأوراق المتعمد بين التيارات السياسية التي لها تاريخها النضالي وبين تيارات ومناضلي الطوارىء الذين تم تشكيلهم وتجميعهم بقرار على نهج الحزب الوطني في مصر وما انتهى إليه حزب البعث في كل من العراق وسورية لكثرة المتسلقين والمنافقين الذين يهمهم ويهم مصالحهم الانتماء لحزب السلطة المهيمنة·
النقطة الأولى: إن التيار الليبرالي بمفهومه العلمي واسع ويضم فئات وشرائح عريضة قد يجمعها في مرحلة ما تحالف أساسه أولويات المصالح والأهداف المرحلية المشتركة لكن من الصعب أن تجمعه وحدة تنظيمية متبلورة في تيار محدد الهوية يمثل تيارا سياسيا منسجما وإن تعددت منابره الفكرية ومرجعياته الأيدلوجية وانتماءاته الطبقية أو الطبقة الاجتماعية التي يدافع أساسا عن مصالحها·
النقطة الثانية: بعض الكتابات عكست ردود فعل ومواقف شخصية مبنية على معطيات وإفرازات التواصل اليومي بين هذا التيار أو ذاك أو بين فعاليات التيار الواحد· وبالتالي وقعت من حيث تعلم أو لا تعلم في المحظورات نفسها التي ادّعت هذه الكتابات رصدها وتشخيصها ودعوة الآخرين للتخلص منها·
النقطة الثالثة: مازالت بعض التيارات الديمقراطية بعيدة عن مواجهة موضوع الهوية والانتماء والطبقة الاجتماعية التي يدافعون عن مصالحها، وحتى جمعية العمل الوطني التي أصدرت برنامجا مفصلا شمل موضوع الهوية وشخّصه، فإنه في رأينا قد تم طرحه بشكل ضبابي يسمح للجميع على مختلف توجهاتهم ومرجعياتهم الفكرية أن يدّعوا أنه يمثلهم ويحدد هويتهم مع أن هذه المقولة غير صحيحة وغير دقيقة بتاتا·
النقطة الرابعة: مازالت بعض هذه التيارات السياسية لم تحسم أموراً كثيرة قد تكون عقبة أمام قدرتها على التفاعل والتحاور مع التيارات والشرائح الاجتماعية المختلفة التي قد تشكل جزءا من التيار الليبرالي· فعلى سبيل المثال الموقف من حرية رأس المال قد يؤدي إلى اهتزاز ثقة الفئات العليا وأصحاب رؤوس الأموال في توجهات بعض هذه الفصائل ويزرع الشكوك حول أجنداتها غير المعلنة، وبالتالي سيشكل مصدراً لمنـع التواصل
"
Distortion
" سيكون عقبة أمام أي حوار عقلاني يجري بينها وبين هذه الفئات لدعم أولويات التيار الليبرالي المرحلية والآنية·
النقطة الخامسة: مازال حوار الطرشان قائما بين أهم تيارين وطنيين ديمقراطيين، فالعمل الديمقراطي مازال يعتقد بصوابية مقاطعته للانتخابات النيابية، وأهمية وأولوية القضية الدستورية لمشروع إصلاحي حقيقي وجذري، وضرورة تمترس كل القوى الوطنية حول هذه القضية، وإلا تحولت المعارضة الوطنية إلى ظاهرة صوتية يُجيرها ويُجندها النظام من أجل تجميل صورته وحصد نقاط تقييم "الحكم الصالح" من المؤسسات الدولية دون حرية تعبير حقيقية أو شفافية كاملة أو محاربة فعلية للفساد الذي استشرى في الفترة الأخيرة· ومن الناحية الأخرى لم يتزحزح المنبر الديمقراطي التقدمي عن موقفه في إمكانية تطوير التجربة الديمقراطية والمشروع الإصلاحي من خلال المشاركة في اللعبة السياسية القائمة رغم بعض الكتابات التي نشرها بعض رموزه حول التراجعات والهجمة المضادة للإصلاح، التي بلورتها حزم القوانين الصادرة حتى الآن ومجمل طريقة وأداء السلطة التنفيذية في تعاملها مع أطروحات بعض النواب والجمعيات السياسية ومنظمات المجتمع المدني!
النقطة السادسة: إن الكثيرين ينسون أو يتناسون تجربة المجالس البلدية التي مازالت ماثلة أمامنا ولذا فإنهم يتوهمون بأن هذا التيار يمكنه أن يحقق نجاحات تذكر في حالة مشاركته (وخصوصا بوضعه الحالي) في الانتخابات النيابية ويتوهمون بأنه بإمكانهم من خلال المشاركة أن يتحولوا إلى رقم فاعل في المستقبل السياسي وقوة فاعلة في عملية صنع القرار رغم علمهم بالتمترس الطائفي وهيمنة رجال الدين بعقلية "مجلس التشخيص" والذي سيعكس نفسه على أية نتائج انتخابية في حال اتخذ قرار المشاركة من حلفاء العمل والتجمع القومي في تحالف الجمعيات الأربع·
فإذا أضفنا إلى ذلك تيقنهم من خلال التجربة القصيرة منذ أكتوبر الماضي باستحالة قبول السلطة التنفيذية لأي شكل من أشكال المشاركة في عملية صنع القرار، وأن حزم القوانين الصادرة والمادة 45 من الدستور تم تفصيلها لهذا الغرض، فإن شعار المشاركة والقبول بالفتات بعد كل هذه التضحيات يصبح جزءاً من عملية خداع المواطن وإشعاره بديمقراطية وحرية تعبير لا يستطيع مزاولتها أو ممارستها على أرض الواقع، بل هي في المحصلة النهائية محاولة التكالب والتقاتل على استحقاقات تتمتع بها نخب هذه التيارات على حساب الجماهير المهمشة والمسحوقة في البحرين·
أخيرا وليس آخرا: الذي يريد أن يحاور أو أن يساهم في حوار لا يبدأ خطابه نحو الآخرين باستفزاز آلية دفاعاتهم الذاتية ويخلق نوعا من عوازل التواصل بين رسالته والمتلقي لها، فقد كتب أحد كتابنا من التيار التقدمي الديمقراطي مؤخرا مقالا عرمرميا وساهم بوعي أو من دون وعي في استثارة واستفزاز آلية دفاع الطرف الذي من المفروض أنه يريد أن يحاوره، بل إن النبرة المتعالية والواضحة في المقال قد وزعت التهم يمينا وشمالا فلم تبقِ أحداً لكي يتم التحاور معه لتشكيل هذا التحالف· فمثلا وأنا أنقل حرفيا من المقال المذكور: "فعلى القوى الوطنية والرموز الديمقراطية في الجمعيات السياسية الأخرى نبذ خلافاتها وانشقاقاتها والسمو بالفكر والمبدأ والموقف بروح ديمقراطية وبروح التسامح بعيدة عن النظرة الضيقة والاستعلائية والفئوية، وأن تتجاوب مع هذه المبادرة بنضج (الأنا الأعلى) ونبذ تضخم (الأنا) وعقدة الأستاذية وأن تضع اللبنات الأولى لهذا الصرح الوطني السياسي والمبدئي والديمقراطي، بدلا من إقامتها التحالفات أو الائتلافات أو الاصطفافات مع قوى التيارات الدينية كما حدث ويحدث إلى وقتنا الراهن··" أو في قوله: "على عكس بعض الجمعيات السياسية، وبخلاف مواقف رموزها الوطنية التي مع الأسف الشديد رفضت التحالف أو التكتل أو اللقاء مع من يلتقي معها في الفكر ويؤمن معها بالمنهج نفسه وينصهر معها في بوتقة الفصيل ذاته، ثم بالمقابل استمرأت هذه القوى السياسية الانجرار وراء التيارات الدينية والالتصاق بنهجها وتبني مواقفها بقدر ما خلقت البون الشاسع ما بين الفكر التقدمي الواحد والمشترك عبر التنظيرات والمزايدات ورفع الشعارات البراقة"· أو قوله: ونحن بدورنا نستطيع القول: "إن هذه القوى الوطنية بتنظيراتها الطوباوية الديماغوجية قد همشت جماهير الشعب بتبنيها مفهومي (التمثلية والاستبدادية) من حيث إن كلا المفهومين هما ازدراء لجماهير الشعب واعطاؤهم المكانة الدونية والتهميشية والعفوية في ظل هيمنة أفكار النخبة الفوقية والاستعلائية"· فمادمت قد توصلت إلى هكذا قناعات وهكذا نتائج فمالذي يتبقى للحوار والنقاش· ولي سؤال أود أن يجيبني البعض عليه: هل كان التحالف في التسعينات مع التيار الديني ولجنة العريضة قرار خطأ؟ ألم أقل إنه حوار الطرشان؟!
هل مازال هناك من يعتقد بأنهم يتحاورون؟ وأن هناك حواراً يدور؟ أم أن هذا التيار يدور كما شبهه الأخ الكاتب عقيل سوار "بثور الساقية" فلا هو استراح ولا حصل على برسيمه؟! إن أهم سمات ومميزات الحوار العقلاني والجاد هي استعداد الأطراف المشاركة في الحوار للتخلي عن تمترسها وراء مواقفها وقراراتها وأولوياتها السابقة والمشاركة في أي حوار على أساس أن كل شيء قابل للخطأ والصواب والمراجعة· والحقيقة، إنني لا أملك الإجابة على هذا السؤال وقد نتوصل إلى جواب له عبر مزيد من المشاركة التي ننتظرها من الكثير من الديمقراطيين الوطنيين وكوادر وفعاليات تياري المنبر التقدمي الديمقراطي والعمل الوطني الديمقراطي·

* كاتب بحريني

�����
   
�������   ������ �����
تسييس الغرفة
إن عدتم عدنا ولن يصح إلا الصحيح
حادث حافلة الشرطة·· أبعاده وتداعيات المواقف السياسية حوله
ما أشبه الليلة بالبارحة
عن أي ديمقراطية يتحدثون؟!
عفـوا سعــادة السفـير
"حدث العاقل بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له"
كفاكـم خلطا للأوراق
ألم يحن الوقت لكي يرحلوا؟
ندوة لندن وتداعياتها
"سقوط الأقنعة"
ملف التجنيـس ما له وما عليه
لا ليست أزمة مواقف مبدئيه بل أزمة مبادىء يارفيق
التيار الوطني الديمقراطي وحوار الطرشان
وحدة التيار الديمقراطي التقدمي كيف ومتى وعلى أي أساس؟ 2
وحدة التيار الديمقراطي التقدمي كيف ومتى وعلى أي أساس؟ 1
هل ارتضينا للمجلس النيابي والقوى الوطنية أن يكونا ويظلا ظاهرة صوتية
 

رؤية جديدة لعصر جديد:
صلاح مضف المضف
البصيري والشيخ سعود الناصر:
المحامي نايف بدر العتيبي
شراء الأصوات:
يحيى الربيعان
العجلة:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
تحديات أمام الناخبين:
عامر ذياب التميمي
يوم الانتخابات:
د. محمد حسين اليوسفي
نداء إلى أهل الغيرة:
عبدالله عيسى الموسوي
التيار الوطني الديمقراطي وحوار الطرشان:
عبدالمنعم محمد الشيراوي
"السلطه السريه الحاكمه في الكويت ":
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
"تعميم سري تخريبي" ينفذ بعد تحرير العراق:
حميد المالكي
حصاد الدور الأول للبرلمان البحريني:
رضي السماك