لا شك أن الممارسة الديمقراطية في الكويت، لم تحرز أي تطور عقلاني مع ذاتها، على الرغم من أن عمرها تجاوز الأربعين عاما، لكنها ما برحت مكانك سر·
إن عدم إعطاء المرأة الكويتية حقها الإنساني في الانتخاب والترشيح، ما زال هذا الحق المفقود يشكل ورما كبيرا في جسد الديمقراطية ولم تقبض المرأة ثمن صبرها على مجالس الأمة العشرة السابقة، بل إن هذه المجالس كانت السبب الرئيسي في تعطيل هذا الحق! ومن قصور الديمقراطية الكويتية وسلبياتها، أنه لا يحق للناخب أن يدلي بصوته وعمره يقل عن واحد وعشرين عاما!! وكذلك لا يحق للعاملين في السلك العسكري والجيش الاشتراك في التصويت، لذلك تصبح الديمقراطية في الكويت لا تعبر عن أصوات الأكثرية·
من جانب آخر نلاحظ أن مجلس الأمة الكويتي لا يستجيب لرغبات الجمهور، ولا يضع الشأن الكويتي في سلم أولوياته، حيث أصبحت الديمقراطية والحرية مطلبا ينبغي الأخذ به وتوفيره لجميع الشعوب التي حرمت منه، بحيث يقفز موضوع الديمقراطية الى المقدمة·
إن الديمقراطية لا يمكن أن تظهر في مجتمع يتلمس نواحي الوهن والهوان الاجتماعي، والسقوط في مستنقع الفجوة الطبقية والكيل بمكيالين لأفراد المجتمع الإنساني الواحد مما يجعل الإنسان يبحث حول عن لقمة العيش وإذا وجدها اليوم قد لا يجدها غدا·
نحن في الحقيقة نعتب على الناخبين الذين ينبغي لهم أن يثمنوا أهمية أصواتهم ولا يفرطوا بها إلا لمن يستحقونها فعلا، ولاحرج عليهم نظرا لسرية الاقتراع فاليوم تعود الفرصة لهم وتضعهم أمام نخبة من الشباب المؤهل تأهيلا جامعيا عاليا وخصوصا المثقفين منهم الذين صقلتهم تجربة العلم والممارسة السياسية، فلماذا لا ننتخبهم؟ |