مجموعة العالم الثالث ليست دول أمن قومي والكويت من هذه الدول ولذلك لانستغرب  على الإطلاق ما يحدث من أخطاء متعمدة لا يمكن اعتبار ها جرائم اجتماعية وإنما جرائم أمن قومي·· ففي الجوانب الإنسانية لا نستغرب قيام بعض النواب بالتوسط للمذنبين لإنقاذهم من العقوبة التي يستحقونها ويعتبرون هذا التوسط السخيف عملا إنسانيا حتى وإن كان على حساب معاناة الآخرين ، والأكثر غرابة كيف  يقبل أبناء الدائرة بنائب يعمل ضد القانون ويجرح مشاعر الآخرين؟ ·· وفي الجوانب المالية لا نستغرب تنامي الرشوة الملعونة شرعا في المعاملات من شراء وبيع الضمائر في الانتخابات إلى استغلال المناصب للحصول على العمولات ، ولا نستغرب ما يتعرض له المال العام من سرقة وتبديد·· ولذلك لا نستغرب ما يحدث في الخطوط الجوية الكويتية السفير المتجول·· فقد كثرت التساؤلات حول المؤسسة الوطنية وعلى سبيل المثال لا الحصر  لماذا هذا الكم الهائل من الموظفين الزائدين عن الحاجة ومعظمهم من الوافدين؟ لماذا يدعي المسؤولون في المؤسسة الخسائر مع أن الخطوط الجوية مزدحمة ويتم استئجار طائرات أجنبية لتلبية احتياجات المسافرين؟ ولماذا  تم تجميد طائرات الجامبو عن العمل مع إنها صالحة ومريحة في الوقت الذي يتم فيه استئجار طائرات أجنبية ولا يجد المسافر مقعدا خاليا على الخطوط الكويتية؟ وكيف نفسر شراء طائرات من نوع "340" إير باص لاستخدامها للطيران المباشر بلا توقف من الكويت إلى أمريكا وبعد إتمام الصفقة واستلامها يتضح أن هذه الطائرات لاتستطيع الطيران المباشر من الكويت إلى أمريكا إلا بعد التوقف في محطة أخرى؟

هذه التساؤلات الفنية عدا التساؤلات المتعلقة بمعاناة بعض المسافرين -ولدى المسؤولين علم بها -لا يمكن قبولها في دول الأمن  القومي·· لايمكن قبول التبريرات غير المنطقية المتعلقة بجيش الموظفين الزائدين عن الحاجة وخصوصا الموظفين السوبر حديث الدواوين·· ولا يمكن قبول تبرير تجميد طائرات الجامبو بحجة غلاء وقودها في الوقت الذي نرى فيه المؤسسات الأجنبية الأقل غنى والأقل نشاطا من الخطوط الكويتية تستخدم هذه الطائرات ·· ولا يمكن تبرير صفقة طائرات الطيران المباشر ثم اكتشاف الخطأ·

والشيء الغريب حقا لماذا لا يتم تغيير المسؤولين بعناصر قيادية جديدة وهذا ليس انتقاصا من المسؤولين الحاليين ولكنها سُنة الحياة فالتجديد مطلوب طالما أن هناك سلبيات وهذا لصالح العمل وحافز جيد لكل مجتهد·· ولكن الشيء الأغرب والمؤسف في دول العالم الثالث هو أن هناك صراعا على الكرسي ولكل مسؤول محسوب مفروض لا يساعد وجوده على تطوير العمل وكذلك لايستطيع المحسوب محاسبة المرؤوسين المقصرين والمخالفين لأن وجوده هو شخصيا خطأ·· والله يعين مؤسستنا الوطنية·