أعجبني خطيب مسجد "هيا الحبيب"·· هذا المسجد الجميل المشيد في منطقة الجابرية حديثا·· ولأن موضوع الخطبة لم يكن تقليديا ومملا، فإليك أيها القارئ الكريم بعض من أفكارها··· وشكرا سلفا للخطيب "المستنير" الذي أمتع المصلين بحديثه·
(1)
شرح في بداية كلامه - الجمعة الماضية - موضوع "الحسبة"، وعرّف بشروطها وحدودها، ومن يجب أن يقوم بها في دولة المؤسسات المدنية القانونية· فحصرها بمن في يدهم السلطات العامة وهم: الحاكم ووزراؤه، ومن لهم سلطة يخولها لهم القانون في واجبات حفظ الأمن والاستقرار، وانتقد بشدة من يعطون أنفسهم الحق في محاسبة الناس في الأسواق والطرقات لثوب قصير، أو لشعر مكشوف يرون فيه كفرا بينا·
(2)
وحذر المصلين أيضا من ترك أبنائهم بعلم وبغير علم، ينخرطون في بعض الجماعات "الدينية" نظرا لخطورتها على أفكار النشء، ومن خلال تبنيها أفكارا هدامة تُخلط خلطا بالدين وتصوّر وكأنها جزء منه· ودعا لأن تكون التربية والتنشئة من مهام أولياء الأمور والأمهات بالدرجة الأولى·
(3)
هاجم التكفير والمكفرين، الذين يطلقون سهامهم على الناس جزافا فيخرجون زيدا ويدخلون عمرا مِنْ وفي الإسلام، وكأنهم القيمون على أوامر الله في الأرض· وضرب مثلا لمن يكفرون الذين لا يقيمون سُنة قيام الليل·
وتطرق للأساليب السمجة والهمجية التي يتبعها أفراد "المليشيات" الذين أخذوا التفويض من أنفسهم لتقديم النصح للنساء غير المحجبات، وأكد على أن ذلك ليس من شأنهم أبدا، وليس من حقهم القيام حتى بمثل هذه (الخدمة)، لأن ذلك من شأن أوليائهم·
(4)
هذه الأفكار التي طرحها الخطيب المستنير يمكن أن نلخصها في كلمة موجزة وهي: أننا في دولة مؤسسات لها واجبات محددة تقوم بها، وإن أي تقصير في عملها يمكن أن تُساءل عنه بطرق قانونية مبينة في الدستور والقانون·· فهل أهل "الحسبة" مقتنعون بهذا النظام، أم أنهم سيستمرون في "غيهم" الذي زاحم القانون· |