رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 6 - 12 محرم 1420هـ 21-22 ابريل 1999
العدد 1373

الناخب الجزائري
إسحق الشيخ يعقوب

.. تأتي انتخابات الجزائر·· كإجراء دستوري لتجاوز نزيف الدم والتمزق الذي يتفجر يوميا في صميم حياة الإنسان الجزائري·

وفي عمق النفق المظلم الذي تدفع فيه وإليه قوى وصُمت بظلام الإرهاب والتطرف وقتل الأطفال من دون رحمة وبقر بطون الحوامل وزرع المتفجرات في الأماكن العامة·· وتعقب الصحفيين والكتاب والمفكرين وجز رؤوسهم وبتر أطرافهم بوحشية لا نظير لها أمام الأب والطفل والزوجة، يخوض المرشح الجزائري للوصول الى رئاسة الحكم حاملا معه برنامجه المثقل بشروط وتعهدات وقسم انتشال الجزائر من هذا النفق المظلم الذي تدفع فيه وإليه قوى الإرهاب والتطرف·

وأمام برنامج المرشحين الجزائريين تنوء ذاكرة المنتخِب بسؤال ينزف دما وقهرا وبؤسا، وهو يمد اصبعه المرتعش بالتردد أمام صورة المرشح ترى هل هذا·· أم ذاك أم ليس هذا ولا ذاك··؟ ومن هو جدير بأن يميط لثام الظلام عن عيون وعقول جزائريي المليون شهيد·· ويوقف الى الأبد زلزال الرعب الذي تغفو وتصحو عليه الجزائر منذ سنوات بأيامها ولياليها وشهورها وهي تتخبط في دماء الأطفال والشيوخ والنساء؟!!

حقا ليست المسألة بهذه البساطة والأمنيات النرجسية التي يخطها المرشح الجزائري على سطور ألف باء لائحة برنامجه الانتخابي·· وهو يستجدي أصوات الجزائريين التي تُحصي أنفاسهم مجازر الإرهابيين والمتطرفين كل لحظة وثانية!!

إن القرى والمدن والأطراف والنواحي الجزائرية لم تجف بعد من نزيف الدم الذي يتفجر هنا وهناك·· ولم تتوار بعد من الذاكرة جثث الأطفال والأمهات والشيوخ التي مزقتها سكاكين ومتفجرات الإرهاب والتطرف·· واختلط بعضها مع بعض أكواما في مشاهد بشعة تجاوزت مراحل متقدمة من همجية ووحشية لم تعرفها الجزائر في أكثر العصور تخلفا لا سابقة لها!!

ورغم كل هذه المآسي والجرائم والوحشية التي ترتكبها قوى طُمست عقولها وقلوبها بلعنة الإرهاب والتطرف·· فإن ذاكرة إنسان جزائر المليون شهيد تتنسم بارقة الأمل في عمق عملية الانتخابات الدستورية وفي تكريس الحرية والديمقراطية وبناء دولة القانون وتعميق المؤسسات المدنية في صميم المجتمع الجزائري·

فالخروج من عنق زجاجة الإرهاب والتطرف لا تأخذ أبعادها الناجعة فقط عبر تشديد سطوة القانون بقدر ما تتمثل في تعميق الحرية والديمقراطية في صميم حياة الوطن الجزائري·· وعبر هذه الحرية والديمقراطية والتعددية تتكرس ضرب معاقل الفساد وملاحقة التطرف واجتثاث جذوره من عمق عقول ونفوس بسطاء الناس الواقعة تحت سطوة زيف "فقه" التطرف والإرهاب الذي يجد طريقه عبر مسارب الفساد والبؤس والفقر والجهل والمرض الكامن في أعماق نسيج المجتمع·

وأمام هذه الانتخابات التي تقرع أبواب الحياة الدستورية في الجزائر يحاول الناخب الجزائري أن يتجاوز مأساته وهو مثقل متردد بين صورة هذا المرشح أو ذاك أو الذي لم يدرج في قائمة الترشيح!!

ولا نملك نحن الذين تفرجت عقولهم ونفوسهم ومواقفهم مع الإنسانية الجزائرية إلا أن ندعو الله أن يخرج الجزائر سالمة معافاة ويدفع بها الى طريق النور والتقدم!!

 

 

الإرهاب والحروب العرقية تجارة فاشلة

يحيى الربيعان

كل عمليات الإرهاب والحروب العرقية من دون استثناء أثبتت فشلها عبر عصور وأزمنة التاريخ، لأن الإرهاب والحروب العرقية أو الطائفية عمل مرفوض مهما كانت دوافعه وأسبابه، وكلنا نتذكر ما حدث في البوسنة والهرسك، أو ما حدث في سنوات الحرب اللبنانية، والزعامات الواهمة التي تنفذ مثل هذه الأعمال الحربية يجب أن تتيقن أن تجارتها فاشلة·

وتجاه زيادة الإرهاب الدولي والتصدي للعنف بعنف مضاد إليه لإخماد نار الحروب العرقية، نرى أنه من واجب بعض الأنظمة في العالم إعادة النظر في قوانينها واستراتيجيتها ومناعة أمنها، واتخاذ اليقظة والحذر وقطع دابر الفتنة وأسباب الحروب قبل وقوعهما، من أجل المحافظة علي أرواح الأبرياء وحفظ الأمن والاستقرار لشعوبها·

إن ما يحدث هذه الأيام على يد الصرب من مجازر ترتكب ضد الكوسوفيين من أصل ألباني، عجز عن إيقافها حتى الآن قصف الحلف الأطلسي ضد يوغسلافيا، على الرغم من كثافة القصف المستمر منذ ثلاثة أسابيع·

إن هذا الدمار المزدوج بين دول الغرب هو أكبر شاهد على وحشية الإنسان الذي يزعم أنه متحضر وهو على أبواب الألفية الثالثة، نراه اليوم يرتد الى بدايات تاريخه بكل ما فيه من وحشية لأسباب عرقية تحرمها كل قوانين ودساتير واتفاقيات العالم·

لقد بلغت تعديات الصرب على كل ما هو محرم في قوانين وأعراف حقوق الإنسان في الغرب والشرق، وباتت عمليات تهجير اللاجئين يندى لها كل جبين، وأصبح وضع هؤلاء اللاجئين بين دول طاردة ودول مستقبلة وأخرى مغيثة، أمرا يفوق طاقة المهجرين في العراء ولا يمكن أن توفر لهم الإغاثة ما فقدوه من أمن واستقرار في بلادهم قبل الحرب·

�����
   

هذا دور خطباء المساجد:
مظفر عبدالله
الفصائل الإسلامية:
محمد مساعد الصالح
الجزائر بين الرئيس والعسكر:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
استجواب وزير:
د.مصطفى عباس معرفي
الإرهاب والحروب العرقية تجارة فاشلة:
يحيى الربيعان
الناخب الجزائري:
إسحق الشيخ يعقوب
انظر حولك!:
عامر ذياب التميمي
الله يعين خطوطنا الجوية!:
مطر سعيد المطر
قراءات محمد سلمان غانم:
سعاد المعجل
قضية ورؤية
تناقضات(الحلقة الأخيرة):
محمد سلمان غانم
الدولة والتوظيف:
أنور الرشيد
انتخابات سلوى الفرعية:
د. سامي ناصر الخالدي
ذكرى أبي الأحرار مدحت باشا:
حميد المالكي
المحتسبون الصغار!!!:
فوزية أبل