كل عمليات الإرهاب والحروب العرقية من دون استثناء أثبتت فشلها عبر عصور وأزمنة التاريخ، لأن الإرهاب والحروب العرقية أو الطائفية عمل مرفوض مهما كانت دوافعه وأسبابه، وكلنا نتذكر ما حدث في البوسنة والهرسك، أو ما حدث في سنوات الحرب اللبنانية، والزعامات الواهمة التي تنفذ مثل هذه الأعمال الحربية يجب أن تتيقن أن تجارتها فاشلة·
وتجاه زيادة الإرهاب الدولي والتصدي للعنف بعنف مضاد إليه لإخماد نار الحروب العرقية، نرى أنه من واجب بعض الأنظمة في العالم إعادة النظر في قوانينها واستراتيجيتها ومناعة أمنها، واتخاذ اليقظة والحذر وقطع دابر الفتنة وأسباب الحروب قبل وقوعهما، من أجل المحافظة علي أرواح الأبرياء وحفظ الأمن والاستقرار لشعوبها·
إن ما يحدث هذه الأيام على يد الصرب من مجازر ترتكب ضد الكوسوفيين من أصل ألباني، عجز عن إيقافها حتى الآن قصف الحلف الأطلسي ضد يوغسلافيا، على الرغم من كثافة القصف المستمر منذ ثلاثة أسابيع·
إن هذا الدمار المزدوج بين دول الغرب هو أكبر شاهد على وحشية الإنسان الذي يزعم أنه متحضر وهو على أبواب الألفية الثالثة، نراه اليوم يرتد الى بدايات تاريخه بكل ما فيه من وحشية لأسباب عرقية تحرمها كل قوانين ودساتير واتفاقيات العالم·
لقد بلغت تعديات الصرب على كل ما هو محرم في قوانين وأعراف حقوق الإنسان في الغرب والشرق، وباتت عمليات تهجير اللاجئين يندى لها كل جبين، وأصبح وضع هؤلاء اللاجئين بين دول طاردة ودول مستقبلة وأخرى مغيثة، أمرا يفوق طاقة المهجرين في العراء ولا يمكن أن توفر لهم الإغاثة ما فقدوه من أمن واستقرار في بلادهم قبل الحرب· |