Al - Talea
رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 7 ابريل 1999
العدد 1371

كوسوفا ..درس التاريخ
سعود عبدالله

الذين ينقذون المسلمين في إقليم كوسوفا·· هم ذاتهم أبناء الدول العلمانية التي يقف بعض المسلمين في صلواتهم رافعين أيديهم يدعون عليها بالهلاك والدمار وتشتيت الجمع·

إنها مفارقة غريبة عجيبة ··خلطت كل المفاهيم ·· وسوف تعيد ترتيبها بشكلها الصحيح ·· ليكون الإنسان هو الأهم·· الإنسان المجرد ·· بعيدا عن التعصب العرقي والقومي والديني ·· بعيدا عن شكله ولونه ·· فكل هذه صفات وأصباغ لاتمس الجوهر الحقيقي وهو الإنسان·· وأن كل إنسان لا ينظر إلى أخيه الإنسان إلا بمنظار العصبيات هو في الحقيقة ليس بإنسان سوي·

إن ما يحدث في كوسوفا ما هو إلا برهان وتأكيد على المواقف الشريفة التي تقفها الدول الديمقراطية ·· التي ننعتها بالعلمانية·· تجاه الإنسانية·· ودليل ناصع واضح على صدق الكلمة والخطاب·· سبقته أدلة كثيرة ·· أقربها كان تحرير الكويت وإيقاف مذابح الصومال وإنهاء مشكلة البوسنة والهرسك·

هذه الدول التي تنقذ الآن المسلمين ·· هي في الأصل دول مسيحية متعصبة ·· ولكنها رأت أنها لن تصل إلى الحرية والديمقراطية الحقة إذا استمرت في تعصبها ·· فاعتمدت العلمانية في سياساتها وقوانينها·· تاركة كل فرد في المجتمع يعبد الله كيفما شاء من دون أن يستخدم دينه في السياسة·· وما يتبع ذلك من نفاق وكذب وفساد وغلو وتطرف·· ومن ثم صراع وقتال ومذابح  لا تقف ولا تنتهي·

لولا هؤلاء العلمانيون لأباد أهل التعصب المسيحي الكوسوفيين المسلمين·· وأباد العرقيون الصرب أهل البوسنة والهرسك·· وأذاب أهل القومية العربية والإسلام في العراق أهل القومية العربية والإسلام في الكويت وقضوا عليهم·· وذبح أهل الدين الواحد والعرق الواحد والقومية الواحدة والجنسية والواحدة في الصومال أنفسهم·· فأهل التعصب بعيدون كل البعد عن الديمقراطية·· أهل الدين دائما مستعدون لذبح أهل الأديان الأخرى متى واتتهم الفرصة·· والاستعداد نفسه موجود بين المذاهب في الدين الواحد·· وأهل القوميات يفعلون الشيء ذاته·· ولكن أهل الديمقراطية فقط هم أهل الإنسانية ·· ولا  تترسخ الديكتاتوريات إلا في مناخات التعصب·· بينما الديمقراطيات لايمكن أن تنمو إلا بعد التخلص من كل العصبيات·

والمفارقة تبرز وتتضخم وتصبح أغرب وأعجب عندما ترى مدعيا للإسلام مثل صدام أو معمر ·· يؤيد موقف قصاب البشر سلوبودان ميلوسوفيتش - الذي ينحر المسلمين الأبرياء بكل شراسة وإجرام  ويطردهم من مساكنهم ويشردهم عن ديارهم - من دون خجل أو حياء على الأقل من الناس الذين يضحكون عليهم ويصدقونهم ويتبعونهم كالغنم السائمة·

كوسوفا ·· درس تاريخي ودعوة لتغيير المفاهيم والشعارات  والأفكار ·· حيث صارت المصالح والحقوق الإنسانية هي الأهم في حياة الشعوب والأمم ·· وتراجعت الشعارات التي تنطلق من التعصب والانغلاق العرقي والقومي والديني فنحن نرى بأم أعيننا أن غير المتعصبين هم الذين بذلوا أرواحهم وأموالهم وأسلحتهم في سبيل نصرة  الإنسان المظلوم·· فنصروا المسلم على المسيحي ·· والمسلم على المسلم·· والعربي على العربي ·· بلا تمييز·· ودافعوا  عن أهل كوسوفا وأقاموا لهم المجمعات والمخيمات وأمدوهم بالشراب والطعام ·· وأصروا على عودتهم  إلى ديارهم·· ولم نر من المسلمين من هبّ مثلهم·

�����
   

حقوق المرأة السياسية في منظور الشيرازي(2-2):
ياسر الحبيب
رسالة عاجلة إلى وزير الصحة
هموم المسعفين(1):
مجموعة من فنيي الطوارىء الطبية
تناقضات(الحلقة الحادية عشرة):
محمد سلمان غانم
"ما قلت لكم"؟:
أنور الرشيد
اختفاء "علي الكيمياوي" فجّر الصراعات!:
حميد المالكي
...ونحن عنها غافلون!!:
فوزية أبل
المساءلة السياسية في مجلس الأمة:
محمد مساعد الصالح
تجميد حسابات الحكومة:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
ولا تزال التساؤلات مستمرة!:
د.مصطفى عباس معرفي
حماية حقوق المؤلف:
يحيى الربيعان
حركة عمليات مباركة:
مطر سعيد المطر
مأساة العمالة العربية!:
عامر ذياب التميمي
كوسوفا ..درس التاريخ:
سعود عبدالله
ثقافة سلام جديدة:
سعاد المعجل