لم تقبل دول حلف الأطلسي الإجراءات القمعية لنظام يوغسلافيا في إقليم كوسوفو من انتهاك لحقوق الإنسان الأوروبي الشقيق لهم إقليميا ودينيا من منطلق انصر أخاك ظالما كان أو مظلوما ومن منطلق متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا·

وفي الوقت الذي تتمتع فيه شعوب دول الحلف بكل الحقوق وبالديمقراطية وتتمتع فيه حيواناتهم بكل الحقوق والرعاية الغذائية والصحية الفائقة يواصل نظام يوغسلافيا قهر شعوبه وتشريدهم·· وكما تم نصرة الشعب البوسني والكرواتي في إقامة وطن لكل منهما قامت دول حلف الأطلسي بنصرة شعب كوسوفو·· ودول حلف الأطلسي المتقدمة والغنية وهي مقبلة على القرن الحادي والعشرين لا تقبل ولا تعترف بمقولة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وهي مقولة وشعار الدول الرجعية والديكتاتورية ليتسنى لهذه الأنظمة تعذيب شعوبها وحرمانها من  حقوقها من دون محاسبة دولية والشعوب الأوروبية لا تقبل أي نظام أوروبي يعذب أشقاءهم وما يقوم به حلف الأطلسي في يوغسلافيا يأتي انسجاما مع ما نؤمن به كمسلمين انصر أخاك ظالما كان أو مظلوما ومتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ومن أجل ذلك لا يهم أن يتم تقسيم يوغسلافيا إلى دول عدة لتحقيق حقوق الإنسان وتطبيق الديمقراطية لأن المهم والأولوية تأتي لحقوق الإنسان في تطبيق الديمقراطية وهذه الحقوق وهذه الديمقراطية رغبة ومطلب وهدف كل الشعوب وهكذا تم قيام جمهورية البوسنة وجمهورية الكروات وهذا ما يأمله شعب كوسوفو·

ويأمل أحرار العالم أن لا تقف عمليات حلف الأطلسي في يوغسلافيا حيث هناك دول كثيرة فيها هدر لحقوق الإنسان وفيها انعدام تطبيق الديمقراطية·· ونأمل من مَن بآذانهم وقر أن يفهموا الأهداف النبيلة لأمريكا وبريطانيا في ضرب نظام صدام وفي فرض المناطق المحذورة في شمال وجنوب العراق من أجل حماية الأكراد في الشمال وحماية الشيعة في الجنوب ولا يزال النظام العراقي يحتمي في ظل مقولة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى الموقعة في الجامعة العربية ليتسنى لهذا النظام العبث بالشعوب العراقية وأزلامه يستقبلون بألف هلا ومرحبا في معظم الدول العربية على حساب قهر وتشريد الشعب العراقي·

لقد فهمنا الآن إذا كان تقسيم الوطن الواحد لصالح الأقلية وتطبيق الديمقراطية لاستحالة تعايش هذه الأقلية مع النظام القائم يجب أن يقسم هذا الوطن وهذا ما حدث ليوغسلافيا وهي رغبة شعوبها لاستحالة تعايشهم في دولة واحدة فقامت جمهورية البوسنة وجمهورية الكروات وهذا مايطمح له شعب كوسوفو وأيضا حدث في الاتحاد السوفيتي الذي انهار لصالح استقلال دوله لاستحالة تعايشهم في دولة واحدة وتتكون الولايات الأمريكية من "52" ولاية متماسكة في دولة واحدة قوية وغنية، بسبب تطبيق الديمقراطية الحقيقية·

وباعتقادي المتواضع فإن اهتمام حلف الأطلسي في القرن الحادي والعشرين بفرض تطبيق الديمقراطية حتى وإن أدى إلى تقسيم الوطن الواحد لصالح الأقلية المقهورة المفروض علىها في ظل هذا القهر والتشريد أن تكون جزءاً من وطن لا تستطيع التعايش معه وإذا كانت بداية حلف الأطلسي الآن في يوغسلافيا فما هي الدولة أو الدول الأخرى التي يتم فيها هتك حقوق الإنسان ولا تطبق الديمقراطية كمحطة ثانية للحركة المباركة لحلف الأطلسي؟