لا أعلم أمن سوء حظنا أم من حسن حظنا أن نبتلي بهكذا  عقلية، في بعض الأحيان يكون الجهل وقصر النظر نعمة لاتوازيها نعمة وأقول في بعض الأحيان ولكن من الطبيعي أن الجهل وقصر النظر كارثة على صاحبه أولا والمحيطين به ثانيا وأخيرا فما بالنا لو كان أي مسؤول يتمتع بتلك الصفات الحميدة، ليس هكذا هو مستوى العقلية لدينا بالتأكيد ولكن ما نراه بأم أعيننا يدفعنا إلى هذا الاعتقاد، وما دعاني إلى هذا هو إشاعة الاستقالة للوزير العون ومن ثم تطورت هذه الإشاعة إلى خبر من مصادر داخل الوزارة وبالتحديد يوم الأربعاء 99/1/27 مساء ونشر الخبر يوم الخميس صباحا وثم تم نفي أسباب الاستقالة يوم السبت مع عدم نفي الاستقالة وليس ذلك فقط وإنما يتم نفي الاستقالة جملة وتفصيلا يوم الأحد 99/1/31 واتهام البعض بأن ما نشروه ما هو إلا ترويج للإشاعات، علما بأن الوزير نفسه وبخط يده هو من بعث بتلك الرسالة الى جريدة القبس يبدي فيها انزعاجه من عدم اختياره نائبا لرئيس مجلس الوزراء لأقدميته ومشاركته في أكثر من وزارة أولا، وثانيا طريقة طرح بعض النواب معالجة القضية الإسكانية هكذا وبهذه الظروف المحيطة بنا التي تنذر بأعظم الكوارث ترسل بالونات اختبار في وقت أحوج ما نكون إلى أن هذه القيادات في مواقعها التي يملي عليها حق الواجب لا أن ترسل هذه البالونات تحسبا وحسابا لانتخابات سنة ألفين أو تحسبا إلى أن يكون هناك تغير وزاري والإحساس بأن الصلاحية بدأت تشارف على الانتهاء ولو أنها منتهية قبل أن تدخل الوزارة برأينا وفي حالة عدم اختياره في أي تشكيل وزاري قادم سوف يكون على رف من أرفف التاريخ المهجور إلى أن يقضي الله له أمرا مكتوبا، كما أني أشك بقوة ويلعب "الفأر بعبي" واسمع قرقعة كبيرة في أن يكون العون يسويها من دون إيعاز لتمرير أمر ما، هكذا وبهذه العقلية التي ترونها تمسك أخطر المناصب القيادية التي تدير البلد وأخيرا تتساءلون لماذا وصل وضعنا إلى هذا المستوى من التردي والسخرية، هذه عقلية قياديي هذا البلد تقولون "انفخ ياشريم أقول مامن برطم وكل إناءينضح بما فيه"، نعم هذه هي الحقيقة التي يجب أن يعيها مثقفو البلد الجميع يبكي على ليلاه ولكن من يبكي على ليل مستقبل الكويت وعلى مستقبل أطفالنا المرتهن والمؤتمن بين أيادي من تموت عقليتهم حينما تفقد المنصب وتدرك تمام الإدراك أن هذه الاستقالة لو تقدم بها فعلا لن تقبل في الظرف الراهن لأسباب كثيرة وعديدة ولكن القصد منها لايستطيع العون أن يكشفه على العلن ونتحداه أن يصارح الكويتيين عن الأسباب الحقيقية التي دفعته إلى إثارة هذا الموضوع في هذا الوقت بالذات، وعلى كل مع احترامنا لك وتقديرنا لن نكون آسفين على رحيلك من الوزارة لأنك مثل مادخلتها تركتها ومن سيأتي بعدك لن يكون أفضل منك بتأكيد·