Al - Talea
رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 17-23 شوال 1419هـ - 3-9 فبراير 1999
العدد 1363

الإخوان المسلمون وجمع الأموال
مسلم صريح

قليلة هي الدراسات التي تناولت بالنقد حركة الإخوان المسلمين على الرغم من كونها أكثر الحركات الإسلامية المعاصرة انتشارا وتأثيرا وأقدمها تأسيسا (1928)· ويميز معظم تلك الدراسات - على ندرتها - أن كتّابها هم من أبناء الحركة الذين انفصلوا عنها لسبب أو لآخر، أمثال: فريد عبدالخالق (الإخوان المسلمون في ميزان الحق)، صلاح شادي (صفحات من التاريخ)، محمود عبدالحليم (الإخوان المسلمون: رؤية من الداخل)، ود· عبدالله أبو عزة (مع الحركة الإسلامية في الدول العربية) وغيرهم· وتبقى دراسة المستشرق آر· ميتشيل (الإخوان المسلمون) أشهر دراسة عالجت حركة الإخوان المسلمين على الإطلاق·

وللدكتور عبدالله النفيسي أستاذ العلوم السياسية أيضا دراسة نقدية في غاية الأهمية تناولت جوانب مفصلية مهمة في مسيرة حركة الإخوان المسلمين·

هذه الجوانب هي:

- شخصية مؤسس الحركة الشيخ حسن البنا·

- الجهاز السري (الذراع العسكري للحركة)·

- الارتباط العضوي بين الحركة وعمليات جمع الأموال·

- التنظيم الدولي (فروع الحركة في الدول العربية والإسلامية والأجنبية)·

- النظام العام للحركة (اللائحة التنظيمية)·

- موقع الشورى في أعمال الحركة·

وسنحاول في هذه الزاوية أن نسلط الضوء على تلك الموضوعات في حلقات متتالية، والموضوع الذي سنبدأ به اليوم هو العلاقة الوثيقة بين حركة الإخوان المسلمين والمال·

لقد جعلت حركة الإخوان المسلمين منذ البداية، عملية جمع الأموال من أهم العمليات التي تهتم بها وتوليها عنايتها القصوى، لأنها تعلم أن للمال دورا أساسيا في سيطرة الحركة على مقاليد الأمور وبالتالي نجاحها في تحقيق أهدافها·

لذلك اهتمت الجماعة الأم (الإخوان المصريين) وهي الجماعة التي تمسك أصلا بزمام الأمور في التنظيم الدولي للحركة بإعطاء وزن أكبر لجماعات الإخوان المسلمين في دول الخليج نظرا لما يتمتع به "إخوان الخليج" من أموال طائلة، وقد جاء هذا الاهتمام من جانب الجماعة الأم "بالإخوان الخليجيين" على حساب حركات "إخوانية" في بعض البلدان يفوق عدد سكانها سكان دول الخليج مجتمعين·

يقول د· النفيسي في (كتاب الحركة الإسلامية: رؤية مستقبلية - أوراق في النقد الذاتي): "يلاحظ أن أقطار الخليج والجزيرة ممثلة أيضا بثقل يفوق أهميتها بكثير، فحاجة التنظيم الدولي للإخوان للمال يتم تلبيته من خلال ذلك· فأمين مالية التنظيم الدولي الذي يضبط أموال الجماعة ويحصر ما يرد منها وما يصرف، ويراقب كل نواحي النشاط المالي والحسابي ويشرف على تنظيمها وفق اللائحة المالية هو مواطن كويتي (أصلا عراقي من البصرة) متواضع الثقافة والأهلية والمنشأ، بالإضافة الى ذلك فمندوبو السعودية وقطر والإمارات والبحرين والكويت وعددهم سبعة يتم توظيفهم في عملية جباية الأموال للتنظيم الدولي للإخوان وذلك غير اشتراكات الأقاليم الممثلة بمجلس الشورى التي حُددت بنسبة معينة من الدخول المالية لأعضاء الجماعة كلها· ويلاحظ أن قيادة الإخوان في مصر مستفيدة من ذلك كثيرا ولذا نجدها حريصة على استرضاء بعض العناصر القيادية في تنظيمات الإخوان في الخليج والجزيرة عبر دعوتهم الى مصر لإلقاء بعض الدروس و(المحاضرات!) - إذا جاز التعبير - في دورات النقباء هناك"·

وبينما يلاحظ الدكتور النفيسي أن للكويت والسعودية والإمارات والبحرين وقطر سبعة ممثلين في التنظيم الدولي فأننا نجد أن الجزائر يمثلها عضو واحد وهو البلد المترامي الأطراف ذو الكثافة البشرية العالية! ولِمَ لا؟ وحركة الإخوان المسلمين خير من يطبق شعار ميكافيلي "الغاية تبرر الوسيلة"·

ويضيف النفيسي قائلا: "يلاحظ أن أقطار آسيا البعيدة "الفلبين - ماليزيا - بورما - الأفغان - الصين - أندونيسيا وغيرها) غير ممثلة في مجلس الشورى العام وكذلك أفريقيا السوداء (نيجيريا - الكاميرون - مالي - السنغال وغيرها) مما يشير الى محدودية نشاط التنظيم الدولي للإخوان هناك· غير أنه من الملاحظ أن التنظيم الدولي بدأ يتنبه لذلك فنشط عبر (لجنة العالم الإسلامي) والتي يرأسها شاب كويتي قليل التجربة كثير المال للاتصال بالمجموعات الإسلامية هنا وهناك في آسيا وأفريقيا وتوظيف معادلة الثراء والفقر لإحكام السيطرة على الأنشطة الإسلامية هناك ولدينا معلومات (مؤسفة) عن نشاط هذه اللجنة بين الشعوب الإسلامية هناك فحواها أن من يبايع التنظيم الدولي للإخوان يتلقى (الزكوات والصدقات والإعانات والدعم) ومن يرفض ذلك يُحرم من كل شيء، وهو نفس أسلوب تعامل مجلس الكنائس العالمي ووفوده التبشيرية في أوساط شعوب آسيا وأفريقيا· لقد ولدّت نشاطات هذه اللجنة أجواء تسوّلية في بعض الأقطار الإسلامية أو الأقليات الإسلامية·· كل ذلك في سبيل إحكام السيطرة على التوجهات الإسلامية هناك وتوظيفها لصالح خط التنظيم الدولي للإخوان"·

لقد وصل الحال بجماعة الإخوان المسلمين الى أن من يبايعها فقط هو الذي يحصل على الطعام والمساعدات في تلك الدول الفقيرة، فليس المهم الولاء للإسلام أو المبايعة للإسلام بقدر مبايعة هؤلاء الفقراء لحزب الإخوان المسلمين وقادتها حتى تستكمل أسباب السيطرة·

وسنتابع علاقة حركة الإخوان المسلمين بالمال في الأسبوع المقبل بإذن الله·

�����
   

الإخوان المسلمون وجمع الأموال:
مسلم صريح
البلدية تتجاهل قوانينها:
محمد مساعد الصالح
سذاجة أمريكية:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
على نفسها جنت براقش:
د.مصطفى عباس معرفي
الثورة الإيرانية في عامها العشرين: آفاق وتحديات:
يوسف عزيزي
أعياد المملكة العربية السعودية:
يحيى الربيعان
ذاكرة الدم والخوف:
إسحق الشيخ يعقوب
أحداث وقضايا!:
عامر ذياب التميمي
التعامي:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
أين الجامعة العربية:
سعاد المعجل
تناقضات (الحلقة الثالثة):
محمد سلمان غانم
تلعبين بالنار يا حكومة!:
ياسر الحبيب
استقالة العون:
أنور الرشيد
هل ديمقراطيتنا حقيقية..؟:
سعود عبدالله
الثورة الخمينية.. إلى أين؟!!:
فوزية أبل
في جواز مخاصمة القضاة وأعضاء النيابة عن الخطأ المهني الجسيم:
المحامي مصطفى الصراف