إسقاط النظام العراقي لا يتم بضربات متفرقة هنا أو هناك، لذا فإن ما يفعله الأمريكيون من قصف شبه يومي لبطاريات الصواريخ العراقية لن يؤدي إلا الى إحراج دول الجوار وبقية الدول العربية، ولن ينجح إلا بزيادة صراخ مسؤولي النظام العراقي·

ومما يزيد في غرابة التصرف الأمريكي تصريحات بعض مسؤوليه مثل السيدة مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية بأن هدف الإدارة الأمريكية هو احتواء النظام، أما إسقاطه فإنه هدف على المدى البعيد·

تقول أولبرايت هذا التصريح وهي تعلم أن بقاءها في منصبها لن يطول أكثر من سنة حيث إن الانتخابات الأمريكية الرئاسية ستتم في أكتوبر المقبل وبالتالي ستؤول مشكلة العراق الى إدارة جديدة ووزير جديد وسيكون الوزير الرابع الذي يستلم ملف العراق منذ حرب التحرير بعد جيمس بيكر وكريستوفر واولبرايت· وبينما تعلن الإدارة الأمريكية على الملأ مساندتها ودعمها للمعارضة العراقية بفصائلها السبع، تقف هذه الإدارة عاجزة عن حماية المقاومة في الجنوب من بطش صدام وجيشه، وبينما يقتل الشعب العراقي في الجنوب، نجد الصواريخ الأمريكية تسقط على مدينة عبدان الإيرانية!

وبينما يصرح الأمريكيون بضرورة إسقاط النظام العراقي يقترحون على الأمم المتحدة زيادة نسبة مبيعاته من النفط مقابل الغذاء مع علم الإدارة الأمريكية أن توزيع المواد الغذائية على الشعب يتم عن طريق مسؤولي النظام!

ويبقى في نظر العالم والعرب أن صدام الذي يواجه أكبر قوة في العالم ويتحداها منذ ثماني سنوات قادر على التلاعب بالغباء الأمريكي كما تلاعب الفيتناميون به، فهل يعقل أن تستمر مواجهته هذه السنوات الطويلة من دون نتيجة؟ فكيف لو كان صراعها مع الاتحاد السوفييتي أيام قوته؟!

وكيف يفهم العالم أنه بينما تقاتل الإدارة الأمريكية لإبقاء المفتشين الدوليين في بغداد، تقوم الصحافة الأمريكية - بإيعاز من طرف ما! بالكشف عن الدور التجسسي لبعض المفتشين في حملة الجنسية الأمريكية والمنتسبين الى الأمم المتحدة وهو الشيء الذي كان يقوله العراقيون منذ اليوم الأول!

ولمعرفة سذاجة الأمريكيين فلنتابع أسلوب الجمهوريين في محاكمة الرئيس كلينتون وتصعيدهم غير الفاعل لها مع إدراكهم جيدا أنهم لا يستطيعون إسقاطه·

وعلينا هنا أن نراجع تصريحات السيد آية الله الحكيم أن الخطة الأمريكية لإسقاط النظام العراقي خطة غير واقعية!