لو كان حادث تركيب يافطات تدعو إلى مقاطعة المهرجان التسويقي "هلا فبراير" قام به شخص واحد لقلنا إنه حادث فردي قام به شخص متطرف دينيا أو بعيد عن عادات وتقاليد الكويت أما وأنه تم ضبط 9 يافطات بحوزته بخلاف التي قام بتركيبها المتطرفون من جماعته فهذا يعني أن جهة منظمة وراء الحادث·· وخطورة هذا أن هؤلاء القوم لايعيشون في العصر الذي نعيش فيه ولا يؤمنون بالمجتمع المدني الكويتي ويخالفون القوانين التي وضعتها الدولة·· وهنا مكمن الخطر·· فالإعلان في الأماكن العامة ينظمه القانون رقم 15 لسنة 1972 في شأن بلدية الكويت حيث تنص المادة الثالثة على أنه لايجوز إقامة إعلان بأية وسيلة من الوسائل إلا بعد الحصول على ترخيص من البلدية·· كما تنص المادة 56 من القانون نفسه على حظر إقامة الإعلانات في دور العبادة والأسوار المحيطة بها·· والمؤسف أن شوارعنا ممتلئة بإعلانات شعارات الأحزاب الإسلامية ولجان جمع الزكوات بالإضافة إلى إعلانات مثل استغفر الله ·· والحمد لله حتى أن من يتجوّل في شوارع الكويت يتصور أن الإسلام نزل حديثا فيها·· أما في المساجد فقد اعتبرت الأحزاب الإسلامية أن دور العبادة مخصصة لمحاضراتها ونشاطها الحزبي·· وعليه فإن مسؤولية البلدية أن توقف إعلانات الأحزاب الدينية في المساجد·· ويبدو أن تساهل البلدية في وجود اليافطات في الشوارع هو الذي جعل المنظمات الدينية المتطرفة تنشر إعلاناتها المعارضة لمهرجان التسوق المعروف بـ " هلا فبراير " رغم أن عددا من الدول  العربية التي لايقل إسلامها عن الكويت مثل مصر ودبي وعمان تقدم على مثل هذه الخطوة الاقتصادية المهمة·· إن من المؤسف أن تتجاهل بلدية الكويت تطبيق القوانين التي وضعتها وآن الأوان لإزالة جميع اليافطات في شوارع الكويت ودور العبادة تنفيذا للقانون·