أحد الأصدقاء يعمل بتجارة بيع وشراء السيارات وملحقاتها وقطع غيارها، سألته على سبيل الدعابة إن كان لديه طائرة هليكوبتر مستعملة لكنها نظيفة للبيع بالأقساط، فابتسم وقال ماذا تريد أن تعمل بها فأجبته أريد أن أقودها للذهاب للعمل، ولإنهاء مراجعاتي للوزارات والدوائر الحكومية وإيصال أبنائي لمدارسهم وللتسوق ولزيارة الأصدقاء·· و"غيره" من مشاغل الحياة اليومية التي تتطلب التنقل بالسيارة، فأنا أريد أن استبدل السيارة بالطائرة وذلك بسبب إزدحام شوارع الكويت على مدار الساعة واليوم بشكل مزعح ومتعب وممل ولم يبقى سوى المجال الجوي للتنقل بحرية وبسرعة وانسياب·
طبعاً لن اتمكن من شراء طائرة لأنني لا أملك ثمن أحد إطاراتها وسأبقى أقود سيارتي المطلوبة للأقساط كأحد المواطنين أصحاب الدخل المحدود، وأجزم أنني والثراء على طرفي نقيض ونسير في خطين متوازيين لا يلتقيان، وعلى هذا الأساس فإنني أناشد الحكومة كمواطن أن تجد الحلول الناجحة للقضاء على مشكلة إزدحام الشوارع بالسيارات وفي الوقت نفسه لا أناشد مجلس الأمة لأنه بتركيبته الحالية عاجز عن التفاعل مع قضايا ومشاكل وهموم المواطن ومنشغل بمصالح ومنافع الكثير من أعضائه ومرتبك ولا يمتلك الرؤيا الواضحة تجاه قضايا الوطن والمواطن، ويفتقد للتجانس والتنسيق والقيادة·
الكثير من الدول وجدت حلولاً لمواجهة الإزدحام والإختناقات المرورية عندما وضعت المشكلة على طاولة البحث واستعانت بالخبراء والمختصين بعد أن أقرت بوجود المشكلة وحجمها وتأثيرها السلبي على المجتمع، فمن دون الإعتراف الرسمي بحجم المشكلة المرورية والقدرة الاستيعابية المتدنية للشوارع وعدم وضع خطط مستقبلية لمواكبة الزيادة المتسارعة لعدد السيارات ومنح وخص القيادة بشكل كبير لن يتم حل هذه الأزمة·
لا أدعي الخبرة والإختصاص في المجال المروري ولست مختصا بهندسة الطرق وكيفية تنظيمها ولا بناء الجسور والأنفاق ولا أملك حلولا جاهزة للقضاء على المشكلة، لكنني أطرح بعض النقاط التي أرى أنها تساهم في علاج المشكلة:
- رفع سن الحصول على إجازة قيادة إلى 21 سنة·
- عدم منح العمالة الوافدة رخصة قيادة إلا من كان عمله يتطلب ذلك كالمهندسين والأطباء وأصحاب التخصصات النادرة، أما العمالة العادية فيجب عدم منحهم رخص قيادة وتوفير مواصلات متقدمة وبأسعار رمزية، وخطوط منتظمة تغطي جميع المناطق على مدار الساعة·
- تعديل أوقات العمل ليكون هناك فارق زمني بين بدء العمل في المدارس والوزارات والشركات لا يقل عن ساعة مع تخصيص ساعات العمل في الدوائر الحكومية وتغطية فروق الساعات المفقودة في أيام الإسبوع بإرجاع العمل يوم الخميس·
- توفير باصات للمدارس كما كان في السابق مع تحميل أولياء الأمور مبالغ رمزية لتغطية مصاريف المواصلات بدلا من اضطرارهم لاستخدام سائق وسيارة الأمر الذي يكلفهم مبالغ كبيرة·
- إنشاء فروع لبعض الوزارات والدوائر الخدماتية في المحافظات تعمل بنظام الورديتين (صباح - مساء)·
- الإسراع في تطبيق منظومة متكاملة إليكترونية (الحكومة الإلكترونية) وتمكين المواطن من إنجاز معاملاته عبرها·
nayef@taleea.com |