لا نستغرب كثيرا عندما نقرأ الميزانيات العمومية للبنوك التجارية وتصريحات صحافية لمسؤوليها تفيد بتحقيقها أرباحا فاقت التقديرات المتوقعة رغم الركود الاقتصادي الذي كان سائدا في فترات سابقة، فللوهلة الأولى يعتقد كثيرون أن "بنوكنا" تتنافس فيما بينها لتقديم أفضل الخدمات والعروض، فلماذا يستغرب البعض تحقيقها هذه الأرباح الخيالية؟
الجواب على هذا التساؤل بنعم، فكيف تستغربون من تحقيقها الأرباح، وهي تقوم بخصم دينارين شهريا من كل حساب يقل رصيده عن مئة دينار؟ وحتى لو كان صاحب هذا الحساب مقترضا من ذات البنك بقرض يستحيل معه إبقاء مبلغ مئة دينار بالرصيد فكيف يتصرف حتى لا يتم الخصم عليه؟
وكيف لا تربح البنوك وهي تقوم برفع رسوم الخدمات التي تم اعتمادها مع العميل وإلزامه بها برسم متفق عليه آنفا، ثم يفاجأ بعد سنة مثلا أنهم رفعوا قيمة الرسوم عليه دون إشعاره، بل كيف حصلوا على موافقة البنك المركزي؟
كيف لا تربح البنوك والبنك المركزي أصبح عاجزا عن أداء دوره الرقابي كما كان عليه في السابق؟ فبعض الشكاوى لا تجد ردا مقنعا أو متابعة من المختصين في البنك المركزي·· ولا ندري الى متى؟
كيف لا تربح البنوك والمسؤولون عن خدمة المواطن فيها يستهزئون أو يستكثرون على المواطنين (الغلابة) حرصهم على معرفة مصير بعض (الملاليم) التي تنقص من حساباتهم والتي تعدم مع الوقت، أين تذهب؟! الله العالم!
كيف لا تربح البنوك وهي تعتمد على رصد حاجات الناس واستغلالها أحيانا، والاستفادة من الإلزام في تحويل رواتب الموظفين لديها؟ فتقوم هذه البنوك بصياغة شروطها وعقود "مذعنة" للقروض (رسوم فتح ملف - تأمين على الحياة - بطاقة خدمات تمويلية يدفع رسومها العميل سنويا قسرا؟) ويصعب على العميل قراءة شروط الاقتراض والتي تحتاج الى مكتب محاماة حتى يشرح بنودها والتبعات التي قد يتحملها المقترض!
كيف لا تربح البنوك والفائدة على القروض قابلة للزيادة على حسب ضغطهم على البنك المركزي وليس بالضرورة اعتمادا على نشاط السوق سواء العالمي أو المحلي؟!
كيف لا تربح البنوك وهي تستقطع ما نسبته (3 الى %5) من قيمة القرض المسدد مبكرا ونقدا؟
mullajuma@taleea.com |