أرسلت الشمس أشعتها الحارقة الى الكويت في شهر يونيو مهددة إياها بصيف شديد الحرارة ومحذرة من يتحدى قوتها بالويل والثبور فقامت مكاتب السياحة بعرض خططها على المواطنين للفرار من الحرب الصيفية المحتملة فبادرت سيدات المنازل بترتيب الحقائب وإطلاق صيحات التهديد للأزواج المغلوب على أمرهم بضرورة تجنب الحرب الجوية المقبلة إلا أن الغالبية من المواطنين أصرت على البقاء والمرابطة في أرض الوطن لكن الشمس أصرت على شن حربها على الكويت فأطلقت موجة حرارية شديدة القسوة في مطلع يوليو جعلت الكثير من المواطنين والمقيمين يتدافعون للمطار وشراء التذاكر والسفر لدول بعيدة عن ساحات الحرب الصيفية· إصرار الكثير من المواطنين على البقاء وتحمل العواقب ليس حبا في مجابهة الصعاب بل لتعذر توفير مصاريف السفر بعد أن تراكمت عليهم القروض الإسكانية ومستلزمات الحياة اليومية وغيرها من الأسباب التي تصب في خانة التعثر المالي ولكن الشمس آثرت أن تواصل حربها فأوعزت لحليفها الاستراتيجي الطقس بأن يرسل موجة من الجو الرطب الخانق فاضطر البعض للاقتراض للهروب من هذه الموجة إلا أنه من الواضح إصرار الشمس على شن موجات أخرى باستخدام أسلحة متنوعة من أهمها "الطوز" وذلك في خطة استراتيجية هدفها توزيع الثروات الكويتية على مختلف دول العالم والتي من جانبها رحبت بسياسة العدالة الإلهية في توزيع الثروات بين دول العالم ومن جانب آخر قررت مجموعة من الكويتيين المرابطين في الوطن أن تنشئ لجنة تكافلية تحت اسم "الجلود العترة" بهدف تشجيع البقية على الصمود وأصدرت اللجنة بيانا صموديا رقم 1، حثت فيه الكويتيين الصامدين على إغاظة المسافرين بأن الكويت صامدة بفضل تقنية التكييف العالية المنتشرة في السيارات وأماكن العمل والمنازل والأسواق وغيرها من الأماكن كما بشرت النشرة المرابطين بعذوق الرطب البرحي وأضافت أن الكويت في الصيف تلبس أجمل أزيائها فالشوارع غير مزدحمة والأعمال الحكومية تنجز بيسر وسهولة والديوانيات المليئة بالغثاء مغلقة، وأن اللمبي وصل لدور العرض السينمائية في الكويت وأكدت على المرابطين أن البقاء يعني الشجاعة، والفرار يدل على الجبن وأن الصمود يحمل معاني وطنية وبين قوسين "وفر أفلوسك أحسن لك" واختتمت بيانها بالقول المأثور "ما سافر مسافر وابتعد إلا كما سافر رجع"·