في إحدى محاضرات مادة الشعر الحديث، تطرق الدكتور لرأي الشاعر في أن اليهودي يحترم الجزء الأنثوي في طبيعته، وهذا ما يجعله يحترم المرأة في المجتمع، فرفعت يدي لأخالف هذا الشاعر في رأيه، معتمدة في رأيي على صلاة اليهودي صباحا عندما يحدث ربه فيقول له "شكرا لك يا إلهي لأنك لم تخلقني امرأة"، وعلى فيلم اقتبس من حياة اليهود الأرثوذكس، حيث يصور للمشاهد كيف أن المرأة حرمت من حقوق كثيرة تمس وجودها الإنساني·
اختلفت مع هذا الشاعر في رأيه حول الرجل اليهودي ونظرته للمرأة، كما اختلفت مع العالم العربي كونه جمد دور المرأة في صورة تقليدية، وإن منحها الحرية فيمنحها ما طالبت به بشرط أن تطبق لسانها عن النطق مرة أخرى بحق آخر ضاع في دهاليز هذا الزمن· ما زالت المرأة في عالمنا تناشد بإنسانية ينكرها الإنسان نفسه، لحظتها تصدر الأحكام والفتاوى لتتناقض مع حق لسان خلق لينطق· كوني امرأة أردت أن أقف موقف الرجال وأطالع المرأة، فأعرف كيف ينظر لي؟ وما هذا الذي يسكت ألسنتهم فلا تنطق بالصدق؟
يخاف الرجل الكويتي كما يخاف الرجل العربي من أن تغترب المرأة العربية في كيانها، فتنتهك حرمة العروبة وتصدر الأحكام ضد الخشونة وتلغي قوانين فرضت، ليفرض الصمت على حقائق ملعونة، يخاف أن تأخذ المرأة حقها فلا يمتلك هو شيئا يرتفع به عنها، ويخاف أن تختطف حقه السياسي ومكانته المهنية، يخاف كون المرأة بنظره، كائناً خدع من قبل الحملات النسائية الغربية والتي تناشد بالحريات الإنسانية المطلقة، يخاف من كل هذا ولا يخاف من أن يكون ظالما، ظالماً في حكمه على المرأة ككائن ولا يستطيع التمييز بين الحملات الاستغلالية لكيانها والحملات التي تعيد بناء هذا الكيان، ظالما حين لم يدرك أن الحق السياسي والإنساني هو حق تملكه المرأة منذ الخلق وبموقفه هذا قد عبث بحقوق مخلوق، ظالما حين اعتقد أني كامرأة سأتغرب في طبيعتي وهويتي، وأنكر أصلي كوني إنسانة مسلمة عربية كويتية وأفخر لأن لي أكثر من مرجع يربطني بذاتي، ظالماً حين عايش واعتاش من السياسة ولم يترك للمرأة إلا فتاتاً لا يسمح لها حتى بالمطالبة به·
لا أريد حقا لا أعرف بعد تاريخه، أريدك أنت أيها الرجل الذي تطالب بحقوقي أن تقف وتنظر لسؤالي، هل أثريت مكتبتي بتاريخ هذا الحق الذي أنت امتلكته منذ الأزل؟ هل أعددتني لأحمل هذا الحق؟ أم تريدني أن أحمل حقا، أغلب نساء الكويت يجهلون طبيعة هذا الحق والحياة السياسية اللذين أصبحا جزءاً من مذكراتك اليومية؟ أطالب بتوعيتي قبل إعطائي الحق، أطالب بأن أمارس الحياة السياسية وأدرس أسلوب السياسي، أطالب بأن يعاد كتابة التاريخ السياسي في البلاد وأن أكون بداية لديمقراطية حقة، أطالب بأن أكون إنسانة مستقلة أحترم وتحترم إنسانيتي·
alqahtani@taleea.com |