رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 18 جمادى الأخرى 1425هـ - 4 أغسطس 2004
العدد 1639

تابعوا ما يجري في السعودية
صلاح الفضلي
salahma@yahoo.com

لم يكن مستغربا ألا يزيد عدد الذين "استفادوا" من العفو الملكي الذي أصدرته السعودية لمن يريد العودة إلى "جادة الصواب" من "الفئة الضالة" وهو الاسم الذي يستخدمه الخطاب السعودي الرسمي لوصف المنتمين "للتيار الجهادي" في المملكة والذي أعلن حربا مفتوحة مع الدولة، أقول لم يكن مستغربا ألا يزيد عدد هؤلاء "التائبين" على أصابع اليد الواحدة، وعدم الاستغراب من عدم تسليم هؤلاء أنفسهم مرده إلى أن الفكر الذي يحمله هؤلاء من النوع الذي لا يقبل المهادنة أو أنصاف الحلول، بل العكس من ذلك يستبطن في داخله فكرة الظفر بإحدى الحسنين لأن العالم انقسم كما يقول بن لادن إلى فسطاطين: فسطاط الإيمان وفسطاط الكفر·

 أيا كانت دوافع الدولة السعودية من وراء إعلان العفو فإن النتيجة المؤكدة أن هذا العفو لم يؤت أكله، وبالتالي فإن الدولة السعودية وبرغم دعوات إمكانية الحوار التي ما زال يطلقها "رموز تيار الصحوة" من أمثال محسن العواجي وسفر الحوالي فإنه يبدو أن الحكومة السعودية أمام خيار واحد لا ثاني له وهو الاستمرار في سياسة "الإستئصال" التي أعلنت مراراً وتكراراً أنها سوف تنتهجها مع  "خوارج العصر" وهو الوصف الذي لم يعد المسؤولون السعوديون يجدون حرجا في إطلاقه على هؤلاء، ولعل أخر من استعمل هذا الوصف الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير في مقابلته مع قناة "العربية"·

 إذا كان العالم بأكمله يشارك في محاربة "التيار الجهادي" فإن محاربة السعودية لهذا التيار له خصوصية كونها الدولة التي ترعرع فيها هذا التيار لفترة طويلة في ظل استراتيجية ثنائية "الأمير - الشيخ" التي قامت عليها الدولة السعودية·

المعضلة التي تواجهها السلطة في السعودية أنها لا تريد أن تظهر بمظهر الذي ينقلب على التوجه الديني الذي دعمته وساندته منذ نشأتها وهيأت له حرية الحركة والتمويل وهو ما جعل هذا التيار يكتسح العالم بصورة كبيرة في الثلاثين سنة الماضية· وهو الذي بدأ في التوسع في أوائل القرن العشرين بسبب غياب المرجعية الشرعية الرسمية في ذلك الوقت بعد سقوط الدولة العثمانية وضعف مدرسة الأزهر، ولكن كان من المتوقع أن يحصل التصادم في مرحلة من المراحل لأن هذا التيار ليس من السهل "استئناسه" وترويضه·

 برغم الحرج البالغ الذي تواجهه الدولة السعودية في كيفية التعامل مع "التيار المتطرف" وهو الذي خرج من رحم المؤسسة الدينية الرسمية التي كانت وما زالت توفر الشرعية التي تريدها السلطة، إلا أن السلطة السعودية في نهاية المطاف سوف تجد نفسها مجبرة باختيار مبدأ هارون الرشيد "الملك عقيم"·

 من المهم جداً أن يتابع المهتمون ما يجري في السعودية لأن مصير بقاء هذا الفكر في العالم ككل سوف يعتمد بشكل كبير على ما تسفر عنه نتيجة مباراة "كسر العظم" الحامية الوطيس·

salahma@yahoo.com

�����
   

بدون تعليق···!:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الجماعات الدينية تبحث عن الأسهل:
سعود راشد العنزي
نظرة موضوعية الى ثورة يوليو:
يحيى علامو
تابعوا ما يجري في السعودية:
صلاح الفضلي
بين السمعة والشخصية:
فهد راشد المطيري
العراق والمحنة:
عامر ذياب التميمي
أطماع لا تنتهي··· واتهامات باطلة:
المحامي نايف بدر العتيبي
ديرتنا تستاهل الدلال:
إيمان علي أسد
توسيع استثمارات الكويت في العراق:
د. جلال محمد آل رشيد
الهجرة الروسية المعاكسة:
عبدالله عيسى الموسوي
مثقفون في جحورهم:
د. سامي عبدالعزيز المانع
الفضائية الكويتية صوت العراقيين الذين لا صوت لهم
الفضائيات العراقية تكسر احتكار الفضاء:
حميد المالكي
"دارفور" يا عرب!:
رضي السماك