في الوقت الذي يفترض أن نجني ثمار الصحوة الدينية التي بشرت بها التيارات الدينية بُعيد منتصف السبعينيات نجد أن هذه التيارات نفسها تتحدث الآن عن التفكك والانحلال والشذوذ وبروز الظواهر الغريبة على مجتمعنا واكتشفت هذه التيارات أن عدد محبي "ستار أكاديمي" أكبر بعشرات المرات من عدد جماعاتها الرافضة للغناء المخالف للضوابط·
وعلى افتراض أن هذه الجماعات لديها حل للحالة التي وصلنا إليها برعاية صحوتها، فإنها (التيارات الدينية) لا تبحث عن جذور المشكلة ولا تسعى إلى معالجة طويلة الأمد لها والتي تتطلب دوراً أكبر للأسرة كأهم مؤسسة للتنشئة الاجتماعية، وبدلا من اختيارها هذا الطريق طويل الأمد، تسعى إلى حلول أقرب إلى تسجيل المواقف منها إلى المعالجة الفعلية، فتختار المنع والرقابة والزجر والتضييق على الجميع "لمعاقبة" القلة·
وتعلم التيارات الدينية في الكويت أن أسلوبها هذا لن يؤدي إلى توقف الناس عن مشاهدة الحفلات وعن حضورها إن هم غادروا الكويت بل وفي أماكنهم الخاصة وهم فيها· وهذا يدل على فشل تلك الجماعات في مواجهة جذور الأمر وعدم قدرتها على إقناع الناس بنظرتها للحياة وتفاصيلها، لذا تصر على تسجيل نجاحات إعلامية في ضوابط هنا ومنع هناك، وفوق هذا وذاك تصريحات نارية تهدد بالثبور وعظائم الأمور لمن يخالفها· وهذا لعمري هو الفشل بعينه·
sanezi@taleea.com |