"إذا أعطيت الإنسان سمكة، فإنك تطعمه ليوم واحد، أما إذا أعطيته صنارة صيد، فإنك تطعمه مدى الحياة، وعندما تعلم الإنسان كيف يصنع الصنارة فإنك تمنحه حياة جديدة وليس مجرد طعام" - ستيفن كوفي·
"المعلّم" هنا نرمز به إلى النخبة الكويتية المثقفة، ولقب المعلم هو لقب مجازي لنخبة أخفقت في القيام بدورها المنوط بها تجاه المجتمع الذي يعد في أمس الحاجة إلى هذه الفئة المتقاعسة لأسباب متعددة ومتداخلة في آن· والدور المفقود الذي نشير إليه هو قيادة قطاعات المجتمع نحو صناعة أحداث تصب في نهاية المطاف لمصلحة البلاد، والعمل على الدفع بأجيال واعية متفهمة للمعطيات المحيطة بها وكيفية التعامل معها، وفرض الإيقاع المناسب لضبط قيم التعايش مع الآخر والذي يعد من أهم الاحتياجات التي تنقص المجتمع الكويتي· ولأن كل فئة من فئات المجتمع المدني لها دورها المهم في بناء الأمة والارتقاء بالوطن، فإن غياب أي منها يؤدي إلى هشاشة الكيان الاجتماعي برمته·
أما الخوف، قد يكون من أهم أسباب اعتزال وانعزال مثقفي المجتمع للحياة الجماهيرية النشطة، خوف من التصادم مع تيار معارض يطيح بهم أو قلق ناشئ من تجارب سابقة لمثقفين آخرين غير مشجعة لخوض معارك فكرية جذرية·
كما أنني لا أغفل الرؤية الفوقية من قبل المثقف للشارع الكويتي والتعالي على الجماهير وعدم الاحتكاك بها، فنجد ذاك المثقف يتربع على برجه العاجي ثملاً بوهمه ونرجسيته·
ولعل مبدأ تعارض المصالح يجد له حيزا في أدمغة هذه النخبة، ونحن نشير إلى أن "الساكت عن الحق شيطان أخرس" كما قال صلى الله عليه وسلم، وكل ما ننشده هو الذود عن الحق والنطق به، "فكثيرون الذين يعرفون الحقيقة ولكن قليلون ينطقون بها"·
وربما يسأل سائل ما مدى تأثير النخبة الكويتية المثقفة في الزج بالمجتمع الكويتي في الاتجاه الصحيح، ونحن نقول إن التاريخ عندما يروي إنجازات الأمم السابقة فإنه في واقع الأمر يتحدث عن القيادة الفعالة للنخب المثقفة التي حملت على عاتقها لواء الارتقاء بالشعوب، والتي كانت مسؤولة كل المسؤولية عن خلق هوية مميزة لشعوبها، وهذا بالضبط ما نتوق إليه كشعب كويتي لا يعرف ما يريد·
صفوة القول، نحن بحاجة لكم، نعم نحتاجكم مهما كانت توجهاتكم ورؤاكم مختلفة فلا تكونوا كالنعام ولا تكونوا كمن لا يسرق ويخاف، بل كونوا سراجنا المنير، فمثقف دون جرأة ودون شجاعة ودون مبادرة··· جاهل··· جاهل··· جاهل· |