هناك الكثير من الأشخاص ينفون وجود تطرف فكري ويتحاملون على أنفسهم ويدعون الى التفاؤل وأنا في هذه المقالة لا أنقص من رأيكم لكن أشرح وجهة نظري·
فاليوم نحن في المجتمع الكويتي نعاني من تطرف فكري يصل الى درجة التكفير بالآراء الأخرى وعدم تقبل وجهات النظر الأخرى: فهل هذه الظاهرة تدعو الى التفاؤل؟ وهل هي تندرج تحت الرقي والتقدم للحركة الديمقراطية كما يدعي بعض الأفراد·
واليوم نلاحظ وجود بعض الجماعات والتيارات على اختلاف إيديولوجياتها مثل بعض التيارات القومية أو بعض الجماعات التي تدعي أن الإسلام منهج سياسي لها أو غيرها من التيارات تكفر الجماعات المخالفة لها بمجرد الاختلاف الإيديولوجي أو في المذهب أو في المرجعية وأصبحت هذه الجماعات تتهم المخالفين لها بالرأي بالعلمانية والتكفير والموالاة الصهيونية والغرب الكافر بمجرد الاختلاف الفكري لا غيره مع العلم أنهم ينتمون للدين الإسلامي، وهنا أوجه سؤالا لهذه الجماعات·
هل سمات الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو الى التسامح والدعوى بالتي هي أحسن تتمثل بالتكفير؟
وهل هم فقط المسلمون وغيرهم شارد عن الطريق الصحيح للإسلام؟ وهل هذا هو الإسلام في تصورهم الذي يبنى على العنف والتكفير وعدم الاكتراث بالجوانب الأخرى للحياة سواء النواحي الاقتصادية أو الاجتماعية أو غيرها بتعددها؟ والخوف أن تتفشى هذه الظاهرة وتصبح أساسا لكل الجماعات على اختلاف إيديولوجياتها·
وتصبح هناك الروح القمعية للحزب الواحد وهنا لا أقصد بمفهوم الحزب الواحد هو ذلك الحزب الذي يكون موحدا لكل الشعب على اختلاف إيديولوجياته وفئاته ويتقبل الآراء المخالفة بل هو ذلك الحزب الذي يمارس العنف ضد كل الأحزاب والجماعات المخالفة له بالرأي أو المبدأ من أجل ترسيخ أفكار هذا الحزب وعدم إتاحة الفرصة للغير لإيمانهم بصحتهم التامة وتكفير غيرهم·
والخوف أن تصبح أحوالنا مطابقة لبعض الدول المجاورة لنا التي يمارس فيها العنف لأفكار هذه الجماعات·
1 - فمثلا عندما مارس الرئيس الراحل جمال عبدالناصر العنف ضد الإخوان المسلمين وحارب أفكارهم وقام بسجنهم خوفا من أفكارهم واحتمال انقلابهم عليه مع العلم أن الإخوان المسلمين ساندوا الضباط الأحرار للانقلاب على الحكم الملكي والملك فاروق ووصولهم الى الحكم وهذا نموذج لتطرف الحركة الناصرية أيضا·
2 - ومثال آخر وهو عندما أتى سيد قطب وأصدر مبدأ الجاهلية وكفر الأنظمة السياسية للدول العربية التي لا تطبق شرع الله على حد قوله وفهمه للشريعة الإسلامية وكل الأشخاص والجماعات التي تنخرط تحت قبة هذه الأنظمة وهنا أوجه سؤالا إن كان الأشخاص العاملون بوزارات هذه الدول كفارا مع العلم على سبيل المثال أن دولة الكويت دولة بيروقراطية أي دولة مؤسسات وأغلب العاملين يكونون في هذه الوزارات التابعة للدولة فكيف تتم عودتهم للإسلام هل بالتقاعد والاستقالة من وظائفهم فهنا سوف يواجه الناس مشكلة البطالة وصعوبة العيش فهل هو الحل في وجهة نظره·
ومن هذا المبدأ الذي أصدره أصبحت مصر وغيرها من الدول التي كانت يوجد فيها مناصرون لهذا المبدأ تعاني من الاغتيالات وزوال حالة الأمن والاستقرار·
* طالب بجامعة الكويت
كلية علوم اجتماعية |