الحمد لله وبفضل الله وأبي الدستور والدستور والبرلمان ورجالات الكويت واتفاق أبناء الأسرة الحاكمة وصلنا الى بر الأمان وفرجت هذه الأزمة التي مرت بها البلاد قبل فترة بسيطة بخصوص موضوع من سوف يقود سفينة الكويت الى بر الأمان، ويقودها نحو الاستقرار والازدهار ويكون أميرا لها ملتزما بخدمتها والتمسك بدستورها وقوانينها وخدمة مصالحها وشعبها، والذي أوضح للعالم أجمع بأن الشعب الكويتي قوة واحدة متماسكة مترابطة في وقت الأزمات والمحن وهو قادر على التلاحم من أجل حل كل الأزمات التي تهدد مصيره ومصير بلده كويت المجد والعلو·
* أهم ما بان وبرز في هذه الأمة هو "مكانة" كويتنا رمز وجودنا وضياء دربنا "دستور دولة الكويت 1962" الذي يعتبر المرجع الأساسي وحبل النجاة لعلاج أي أزمة أو محنة تتعرض لها بلادنا الحبيبة الكويت، واتفق عامة الشعب من مختلف مواقعهم بأن الحل الأول والأخير لهذه الأزمة هو التمسك الكبير بنصوص الدستور وبقانون توارث الإمارة واحترامهما احتراما شديدا نصا وروحا وعملا·
* جميل أن يتفق أبناء الشعب الواحد بأن اللجوء للدستور هو الذي سوف يحل هذه المشاكل والأزمات وهو الذي سوف يأخذ بأيدينا ليخرجنا من النفق المظلم، ولكن نود أن يتفق أبناء هذا الشعب بأن الدستور ليس أداة يلجأ إليها في حالة الشدة والمضرة والأزمات فقط بل هو أداة يجب التمسك بها في جميع حالات المجتمع في الضراء والسراء والشدة والرخاء أيضا حتى نتقدم ونتطور ونسير نحو العلو والشموخ في شتى المجالات المختلفة السياسية والبرلمانية والاقتصادية والاجتماعية حتى الثقافية والرياضية·
* هناك الكثير من أفراد السلطة التنفيذية "الحكومة" وأفراد السلطة التشريعية "المجلس النيابي" قاموا على تجاهل الدستور وقيمه السامية مثل الحرية، العدالة، المساواة، وقاموا على كسر هذه القيم الدستورية وتجاوز الكثير من النصوص الدستورية والقانونية وتفعيل الوساطة وخدمة الكثير من الأقارب والناخبين خدمات غير قانونية وساهموا بتوسيع رقعة الفساد في الكثير من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والآن عند نشوب أزمة الحكم الأخيرة الكل في السلطتين نادوا بضرورة التمسك بوثيقة الدستور ونصوصه وقيمه وذلك لعلمهم أن الدستور هو الأساس· السؤال المراد توجيهه لهؤلاء هو: لماذا تتمسكون بالدستور في حالة الأزمات فقط وتتجاهلونه في فترة الرخاء؟
* ما نود ذكره بصوت عال أو بصرخة عالية أن الدستور هو أساسنا جميعا، وهو منار طريقنا ويجب التمسك به في جميع الحالات التي تعيشها البلاد ويجب أن يعلم الجميع بأن الدستور ليست أداة لحل الأزمات فقط بل هي أداة تنظيم وترتيب وتعديل مسار المجتمع في شتى مجالاته المختلفة وهو الذي يعطي ويغذي المجتمع بالكثير من القيم السامية التي من خلالها نخطو خطى المجد والعلو نحو التطور والتألق والازدهار والتقدم في شتى المجالات وهو مفتاح الإصلاح الذي من خلاله نقوم بحل الفساد المترعرع في بلادنا ونتمنى من خلال اللجوء الأخير إلى الدستور بحل الأزمة الأخيرة بداية التمسك والأخذ والاحتفاظ بوثيقة الدستور ومعرفة قيمه النبيلة المميزة من أجل رفع شأن الكويت·
* لكل حاكم إنجاز وعمل يتميز به ولكن من الصعب أن ننسى إنجاز الشيخ عبدالله السالم وهو إنجاز الدستور الذي من خلاله استطاع الحكام من خلفه أن ينجزوا إنجازاتهم لبلدهم الكويت، ولولا الدستور لما تخطينا الأزمات الأخيرة·
بالفعل نحن مدينون بأرواحنا لك يا أبا الدستور ولك منا كل الشكر والتقدير·
qalamee@taleea.com |