بعد وفاة الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، طفت على الساحة السياسية الكويتية قضية كادت أن تتحول إلى أزمة لولا العناية الإلهية وحكمة الكثيرين وتطبيق الدستور، وقد لا أحتاج الى التعريف بهذه القضية فالجميع يعرفها وهي قضية الخلاف حول الإمارة، هذا الخلاف الذي أقلق الكويتيين كثيرا لحساسيته وأهميته في مسيرة الكويت·
وأنا لا أكتب هذا المقال لمناقشة الخلاف أو ذكر أحقية البعض على البعض الآخر، إلا أن ما أود أن أبينه أن قطبي الخلاف أو سوء الفهم كي لا نكبر القضية هما الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح والشيخ سعد العبدالله السالم المبارك الصباح، وأنا هنا أكتب الاسم كاملا لأبين بأن القطبين ما هما إلا أبناء أحفاد مبارك الصباح أي أن ما يفصلهما عنه اسمان فقط، وأن والدي الشيخ سعد والشيخ صباح هما أبناء عم·
والنقطة المحورية لموضوعي هي ماذا سيحدث بعد مئة عام من الآن في شأن الحكم في الكويت؟ ففي ذلك الحين ستكون ذرية مبارك والتي يحق لها تولي الإمارة حسب ما هو منصوص عليه في الدستور ستكون كبيرة جدا وفقا لقوانين الطبيعة، وهذا ما يعني أن احتمالية الخلاف أو الاختلاف على شؤون الحكم قد تتسع وتكبر ويحدث ما لا يحمد عقباه· أنا أعلم جيدا بأن الكثيرين سيقولون بأن ما سيحدث بعد مئة عام ليس لنا شأن به، إلا أنني أعتقد بأن الكويت استمرت وبقيت طوال الثلاثمئة عام الماضية لأن هناك من كان يفكر ويخطط بما لن يشاهده، وإذا أردنا أن تستمر الكويت، بإذن الله، فعلينا نحن أيضا أن نفكر مثل هذا التفكير بل نسعى أيضا إلى تطبيقات يكون لها الشأن في أن تضمن لأجيال الكويت المقبلة الاستقرار والأمان، لذا فإنني أطالب أبناء الأسرة الحاكمة والذين أولاهم الشعب الكويتي الثقة منذ قرون عدة أن يقدروا هذه الثقة ويسعون ومن الآن الى توعية أبناء الأسرة توعية كبيرة بهذا الشأن على أن يتم تناقل هذه التوعية عبر الأجيال كي نضمن لأبنائنا كويتا آمنة ومستقرة كما عهدناها دائما·
خارج نطاق التغطية
من المخجل والمخزي جدا أن تلفزيون دولة الكويت الذي يتوجب عليه أن يكون المصدر الرئيسي للمعلومات التي تحدث داخل الكويت وخصوصا الموضوع الأكثر حساسية وهو تولي الحكم، أن يتأخر كثيرا عن نقل الأخبار لدرجة بات فيها الشعب يتنقل الى محطات إخبارية أخرى لنقل الخبر، فإلى متى هذا التعتيم وهذه الاستهانة بعقول المشاهدين؟!
|