كثيرون منا لا يقدرون أهمية وجود بيئة صالحة وخالية من التلوث، وقلة هم من ينادون بالحفاظ على البيئة التي تحيط بنا، وعلى الرغم من أهمية هذا الموضوع وحساسيته وتعلقه بحياتنا بطريقة مباشرة ومؤثرة إلا أنه لا يلقى الحديث أو العمل، في عام 2001 طرحت قضية الانتقال لكلية العلوم الإدارية من العديلية الى الشويخ وبدأت معها المواقف تتباين ما بين مؤيد ومعارض لذلك القرار، وكانت البيئة تستحوذ على الجانب الأكبر في تلك العملية فقد كان من الأسباب الرئيسية لرفض الانتقال هو التلوث البيئي البحري الحاصل هناك والذي يؤثر تأثيرا مباشرا على صحة الطلبة، أيضا "مصب المجاري" الموجود هناك والروائح الكريهة والتي كانت تحتل الحرم الجامعي حيث كانت حاجزا أمام الموافقة·
تمت الموافقة وقضي الأمر لكن بقي ذلك التلوث وأنا أذكر هذه الحادثة لكم لكي أبين مدى أهمية أن يتحرك الإنسان لإنقاذ بيئته من التلوث وهذا ما حدث فقد تحرك الجميع من طلبة وأعضاء هيئة تدريس لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فلا أنسى الموقف الرائع والمحسوب للجميع برفض إهمال الدولة وإدارة الجامعة للبيئة هناك، حيث تنوعت التحركات والمحاولات والتي كللت آخرها بالنجاح، وهي تحرك رابطة طلبة كلية العلوم الإدارية عام 2003 - 2004 حيث نجحت بتحريك الموضوع، وها نحن نرى الآن إسعافا حقيقيا على شاطئ الشويخ والبيئة في تلك المنطقة، فكم هو رائع بأن تكون البيئة من أولويات طلبة الجامعة، وكم نتمنى بأن يتم التركيز في المراحل الدراسية المختلفة على أهمية الحفاظ على البيئة والأهم من ذلك وضع مقررات خاصة من قبل المسؤولين لكي يعوا ويعملوا لإيجاد بيئة صالحة خالية من أي تلوث فالمسؤول هو حارس على مصالح المواطن والوطن، والبيئة الصالحة هي لصالح الوطن والمواطن لعل وعسى تستطيع هذه المقررات أن توقظ بعض المسؤولين من سباتهم وتوضح لهم بأن إهمالهم قد يؤدي الى كوارث بيئية لن تستثني أحدا من ضررها·
طالب بجامعة الكويت
كلية علوم إدارية |