رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 2 محرم 1427هـ - 1 فبراير 2006
العدد 1713

بلا حــــدود
العرب والسياسة: أين الخلل؟
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

في ظل الإخفاقات السياسية في عالمنا العربي، يطرح أكثر من مفكر تحليلا للأسباب الرئيسية وراء هذه المعضلة التي تنعكس وكل يوم على سائر شؤون المواطن العربي!!

فلقد فشل العرب ومنذ سقوط الإمبراطورية العثمانية في كل مشاريعهم السياسية، فلا الديمقراطية نجحت في تحسين الواقع السياسي العربي وذلك في الدول التي أخذت والى حد ما بالنهج الديمقراطي كالكويت ولبنان، ولا الديكتاتورية حققت بعنفها وطغيانها نظاما صلبا وقادرا على كبح جماح شعبها وإجباره على الاستكانة للواقع، ولا الثورات العربية استطاعت أن تفرز نظاما سياسيا مخالفا ومغايرا لما سبقه، ومحققا ولو الشيء البسيط من وعود الثورة، ولا يختلف في هذا الواقع السياسي الحزين دول ثرية وغنية، كدول النفط العربية، أو دول فقيرة ومعدمة، كما ولا يستثنى منه دول ذات حضارات بعيدة في عمقها التاريخي، أو دول حديثة النشأة والتكوين، أحد أولئك الباحثين في "لغز" واقع العرب السياسي هو الكاتب "محمد جابر الأنصاري" الذي سبق أن أصدر مجلدات تبحث في أسباب ومصدر هذا الخلل الذي يئن تحته العالم العربي· في كتابه "العرب والسياسة: أين الخلل؟" يرى "الجابري" أنه وعلى الرغم من التألق الروحي والعقلي للحضارة العربية الإسلامية فإن تاريخها السياسي يمثل أضعف عناصرها إطلاقا، فهي ظلت تعاني من "فقر دم" سياسي في التطبيق والنظم، منذ التأزم المبكر للخلافة الراشدة الى الإجهاض السياسي لمشروعات (النهوض) العربي في عصرنا، لقد ظلت "المثاليات" المؤدلجة تبشر المؤمنين بغد أفضل، غير أن الواقع المقيم بقي أقوى نقض لها - بصورة لم تحدث ربما في تاريخ أي أمة أخرى - مما عمق حالة الفصام بين اليوتوبيا أو المثالية·· وبين الواقع المعاش للأمة، وكلما اتسع الانفصام بين خَدَر الوعي وبؤس الواقع أمعنت اليوتوبيات في ادعاء المثالية المستحيلة دون أن يمتد جسر للعبور بين الوعد والإنجاز·· وبين النظرية والواقع، والى يومنا تبدو الأمة العربية·· بكل طاقاتها الهائلة، جسما عملاقا برأس سياسي في منتهى الصغر·

ويصف "الجابري" ذلك الواقع بأنه ظاهرة التقزم السياسي المزمن لجسم عملاق، ويرى أن الاعتراف ضروري هنا لإدراك أن هذه الحالة قد بدأت قبل ظهور "الإمبريالية" و"الصهيونية" بقرون·· ولم تقتصر على أنظمة بعينها· ثم يطرح "الجابري" مجموعة من "الضرورات" التي قد يفرز الالتزام بها واقعا سياسيا عربيا مختلفا، أهم تلك "الضرورات" يكمن في تحقيق قدر متميز من التسامح على مستويات عدةه في الدين والفكر والاجتماع السياسي والتعاطي الحضاري، بالإضافة الى تحديد شروط الحد الأدنى لأي نظام ديمقراطي تنتهجه أنظمة الحكم العربية، أول تلك الشروط هو في التسليم بإمكانية وجود المعارضة من حيث المبدأ·· والاستعداد لإعطائها قدرا من الشرعية، وأيضا وضع آلية لتداول السلطة التنفيذية سلميا وقانونيا سواء بالتغيير أو التعديل الحكومي في ظل ثبات الرمز الدستوري للحكم الشرعي· من ضمن ما احتواه كتاب "الجابري" أقوال مأثورة تمتد في عمق التاريخ العربي·· وتترجم واقع السياسة العربية، أحدها قول مأثور ومتفق عليه يقول: "أول سيف سل في الإسلام كان على مسألة الإمامة"·· وآخر لأبي الطيب المتنبي يقول:

سادات كل أناس من نفوسهم

وسادة المسلمين الأعبد القزمُ

وفي الختام·· لا أقول إلا أعان الله العرب وهم يجترون تاريخا ليس ببعيد أبدا عن حاضر بائس شقي·

suad.m@taleea.com  

�����
   

العرب والسياسة: أين الخلل؟:
سعاد المعجل
أي غرب هذا؟:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
في زحمة الصخب والضجيج تعتكف الحكمة... وتضيع الحقيقة:
يحيى علامو
لب الموضوع:
مسعود راشد العميري
أحزنني ثم فرحت:
يوسف الكندري
رئيس شعبي:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
الصين باللغة العربية:
د. محمد حسين اليوسفي
"إسرائيل" والناخب الأمريكي(2-2):
عبدالله عيسى الموسوي
لنفكر بما لن نشاهده:
على محمود خاجه
الحس البيئي:
أحمد حسين سلطان
لك الشكر والتقدير يا أبا الدستور...:
محمد جوهر حيات
الفيدرالية...
حوار في الأساس:
مشاري الصايغ
التطرف الفكري وعواقبه:
عبدالله حمد الربيش