في البداية نتضرع للمولى القدير أن يتغمد سمو الأمير الراحل الشيخ جابر بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسدد خطى صاحب السمو الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح لقيادة دولة الكويت في الفترة المقبلة، خاصة أن صاحب السمو هو العارف ببواطن الأمور للمشكلات التي يتحدث عنها الشارع الكويتي· أما موضوع المقال· ففيه أمران الأول: أنه بعد وفاة الأمير وانتهاء مراسم العزاء ترددت بالشارع الكويتي أحاديث وأقاويل منها صحيح ومنها إشاعة وهذا شيء طبيعي لغياب وزارة الإعلام وعدم وجود متحدث رسمي باسم الحكومة، فالإعلام للأسف لم يمارس دوره المطلوب بإصدار البيانات والتقارير للرد على الأخبار المتداولة في الشارع والتي كان أغلبها مبالغاً فيه مما جعل المحطات الأخرى تتلقفها وتجعل منها مادة دسمة للأخبار، بالإضافة لعزوف أغلب المواطنين لمتابعة المحطات الأخرى وترك تلفزيون الكويت لأنه للأسف كان يغرد خارج السرب، كما خرج بتلك المحطات أشخاص لا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد بمؤسسة الحكم وأصبحوا يفتون على مزاجهم مما سبب الإحراج والتعرض لأشخاص نحترمهم في مؤسسة الحكم ناهيك عن أن أغلبهم أصبحوا خبراء بالدستور والقانون·

 ما أفرحني هو الانتقال الدستوري للسلطة وإن شابه بعض الصعوبات والعقبات ليؤكد للكل أن الدستور هو الضمانة الوحيدة بين الحاكم والمحكوم والحكام فيما بينهم وتجلى ذلك بدور مجلس الأمة لفصل هذا الأمر الدستوري، ونأمل من الحكومة المقبلة أن تضع الدستور وأحكامه نصب عينيها لأن الدستور والقانون صمام أمان للمجتمع والمؤسسات الدستورية وهذا ما نصبو إليه·

آخر المقال: بعد تولي صاحب السمو الشيخ صباح لمسند الإمارة أرجو ألا يظهر علينا "الكلكجية" و"الطبالين" من كتاب مقال أو شعراء ويمطرون الصحف والإذاعة والتلفزيون بأشعارهم ومقالاتهم التي لا تغني ولا تسمن من جوع فالكويت تحتاج العمل والجهد، والله ولي التوفيق·