رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 28 ربيع الآخر 1425هـ - 16 يونيو 2004
العدد 1632

بلا حــــدود
أناقة الثماني العظام
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

في اجتماعهم في "سي إيلاند" بالولايات المتحدة·· كان أمام رؤساء الدول الثماني أو ما يسمى بـ "the great eight"·· أكثر من قضية للاختلاف حولها، فكما ذكرت الصحف فإن الرئيس الفرنسي قد تجاهل طلب "بوش" بارتداء الزعماء أردية عملية غير رسمية، وقد سبق للرئيس الفرنسي أن أذّى مشاعر مضيفيه في قمة الثماني التي عقدت في كندا قبل عامين عندما رفض ارتداء قبعة راعي البقر حتى أن إحدى الصحف الكندية قد تذمرت من أن "شيراك" ألقى بالقبعة بعيدا كما لو كانت مليئة بروث البقر، ويبدو أن رفض الدعوة الأمريكية لارتداء الملابس العملية، قد جاءت بدرجات متفاوتة بالنسبة للرؤساء المشاركين، ولربما عكست بعض الشيء مقدار التزام الرؤساء بالأوامر الأمريكية، فأناقة الرئيس الفرنسي الفائقة على الرغم من درجات الحرارة الاستوائية في "سي إيلاند" مقر الاجتماع·· وبدلته الرمادية الأنيقة·· مع رباط العنق الأحمر·· وشعره المهذب بعناية للوراء·· تتعارض وبشدة مع الدعوة الأمريكية لارتداء الملابس العملية، وتجعل منظر الرئيس الأمريكي بقميصه الحريري الأزرق ذي الأكمام القصيرة ومن دون ياقة ولا رباط عنق، يُظهر الزعيمين اللذين جلسا جنبا الى جنب أمام مائدة المؤتمر الضخمة في الجلسة الافتتاحية يبدوان كنقيضين سياسيين، ولعل ذلك يعكس جانبا من "المعارضة" الفرنسية للسياسات الأمريكية في العالم، وفي الوقت نفسه كان ظهور رئيس الوزراء البريطاني "توني بلير" بدون سترة، انعكاسا لروح "التفاهم" التي تسود العلاقات البريطانية - الأمريكية خاصة في ما يتعلق بترتيبات "الشرق الأوسط الكبير"·

يبدو أن قمة الثماني قد اجتمعت في "سي إيلاند" لتعلن التزامها "المشروط" بالمشروع الأمريكي في العراق والذي تبناه مجلس الأمن الدولي، ففرنسا خرجت من تلك القمة بإلغاء نسبة من ديونها على العراق وفقا لمقترحها وليس للمقترح الأمريكي، وألمانيا عبرت عن قبولها بتخفيض الدين بشكل كبير ولكن من دون ذكر أي أرقام، بشرط أن تحظى الشركات الألمانية بعقود في إطار إعادة إعمار العراق·

ثم تأتي حصة "الشراكة" مع دول الشرق الأوسط، والتي ناقشتها قمة الثماني العظام لتذكر بدعمها للإصلاحات الديمقراطية والاجتماعية والاقتصادية في المنطقة ولكن بشروطها على ما يبدو، فقد دعت القمة الى مناقشة الإصلاحات مع قادة الكثير من الدول الإسلامية وهي أفغانستان والجزائر والبحرين والأردن وتركيا واليمن، أي لأكثر الدول الإسلامية تخلفا في مجال الإصلاح والديمقراطية، لكنها أيضا أكثر الدول الإسلامية "احتراما" للمشاريع والدعوات الأمريكية·

إن قادة تلك الدول الإسلامية المدعوين لمشاركة قادة الثماني في تحديد خطوات الإصلاح في العالم الإسلامي، يشكلون أول أسباب غياب الإصلاح والديمقراطية في دولهم، فعلة تلك الدول وغيرها من دول العالم الإسلامي تتلخص في غياب العلاقة بين الحاكم والمحكوم بسبب سيطرة ثقافة الاستبداد والقمع التي تنتهجها تلك الأنظمة السياسية في سبيل تأمين بقائها واستمرارها وبالتالي فهي - أي الأنظمة - لن تكون أمينة على تحقيق الإصلاح لشعوبها·· أو على نشر ثقافة الديمقراطية والحريات التي تخطط لها قمة الثماني العظام، إلا إذا كان التزام تلك الأنظمة الإسلامية (بالدعوة) الأمريكية للحضور بالملابس العملية·· هو الشرط الوحيد والأساسي لمشاركتها في حوارات إصلاحية على هامش قمة الثماني، وبالتالي القبول بها كممثل شرعي ودائم لشعوبها ودولها·

يأتي التكافؤ كأهم بند من بنود أي شراكة، سواء كانت سياسية أم اقتصادية، وإذا كان الرئيس الأمريكي قد حرص على أن تعكس ملابس الرؤساء الحضور الموحدة في قمة الثماني في "سي إيلاند" درجة عالية من الانسجام فإن مثل هذا الانسجام بدا غائبا تماما في مشروع شراكة الثماني العظام، مع الستة الصغار من قادة الدول الإسلامية، الرامي الى تسريع الإصلاحات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال إعلان "شراكة للتقدم ولمستقبل مشترك"·

 

suad.m@taleea.com

�����
   

حقا إنها درة الخليج:
د·أحمد سامي المنيس
هل فقدت الحكومة حياديتها؟:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
أناقة الثماني العظام:
سعاد المعجل
نظرة إلى قوانين الطوارىء:
يحيى علامو
"الوساطة" في التعليم الشرق أوسطي:
د. جلال محمد آل رشيد
أمثلة عنصرية رجعية:
محمد بو شهري
عبء الحرية:
د. علي الزعبي
الجامعات الوافدة:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
كيف تصبح نصابا في عشرة أيام؟:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
الانتصار على الاستبداد!:
عامر ذياب التميمي
أصول العلمانية
قراءة سريعة في "كليلة ودمنة"(2-2):
د. محمد حسين اليوسفي
حلقات الذكر وحلقات الفكر (1):
فهد راشد المطيري
ولاية المرأة:
زيد بن سالم الأشهب
الأرقام تفضح الصهيونية:
عبدالله عيسى الموسوي
إنسانيون لا مذهبيون:
عبدالخالق ملا جمعة
خطوة كويتية جديدة باتجاه العراق:
حميد المالكي
تاريخ من إهدار الفرص:
رضي السماك