قررت مؤخرا أن أفتح مشروعا تجاريا يركز على بيع الكلام أو "الهجايص" أوما يطلق عليه مجازا في وزارة التجارة مركز تدريب إذ اكتشفت أن هذه التجارة هي أنجح تجارة فهي لا تتطلب سوى تصفيف كلام وإطالة اللحية وحمل شنطة فارغة سوى من أوراق قديمة لفواتير وشهادات ميلاد وأوراق لا علاقة لها بنشاط التجارة ولكنها لزوم البهرجة وأن أضع قلما في جيبي ويفضل أن أحمل "موبايلا" حديثا ذا المميزات الحاسوبية كي يكتمل المظهر وتنطلي القصه، وادع ربك ألا يسألك أحد عن مميزاته فتنكشف اللعبة ولاتنس الإبتسامة الشفافة والإعلان التجاريفي الصحف وأنت تحتضن وسادة من ريش البط السويسري للدلالة على السعادة إذا كانت الدورة حول هذا المضمون أو أن ترفع السبابة في الهواءللتدليل على القيادة إذا كانت الدورة في هذا السياق، ومن المميزات في هذه التجارة أن "محد" يسألك عن خبراتك ومؤهلاتكفي مجال التدريب إذ بإمكانك أن تعطي دورات في كيفية العيش في العسل في وسط حياة مليئة بالبصل وأنت في الواقع مطلق عشرات المرات ومتزوج من أربع بطريقةشرعية والخامسة مشتبه في أنها لم تطلق، كما يمكنك أن تقدم دورة للتخلص من الضغوط العصبية وأنت أكثر إنسان في الدنيا يقطع شعره في أثناء التفكير ويقضم أظافره بأسنانهويطفئ أعقاب السجاير في جسده بدلا من المطفأة من كثرة الديون التي يطالبك بها الآخرون، كما يمكنك أن تقدم دورة في فن القيادة وأصول إدارة المؤسسات في القرن العشرين وأنت أفشل موظف في الدنيا ولم تبلغ في عملك أعلى من رئيس قسم والأفضل من هذا كله أن ديوان الخدمة المدنية هوأفضل زبون لديك فهولا يسأل عن قدراتك ولا يختبرك ولا يسأل عن شهاداتك في مجال التدريب، ويكفي أن تكون لديك معرفة ببعض الموظفينفي إدارات التطوير والتدريب في وزارات الدولة والجهات الحكومية ويفضل أن يكون الموظف من هؤلاء الأشخاص الذين أطلقوا لحيتهم كي تسهل أمورك والطريف أن هذه التجارة لا تعاني من الكساد فموظفو الحكومة يناضلون ليلا ونهارا ويكافحون رؤساءهم للحصول على الدورات ولا تهتم كثيرا فإن هؤلاء الموظفين لن يهتموا بمحتوى الدورة بقدر اهتمامهم بمحتوى البوفيه ومقر الدورة وعدد المنتسبين من الجنس الآخر ومتى تنتهي الدورة وما إذا كان هناك متسع من الوقت بعد الدورة "عشان ياخذ له لفه" على أحد الأسواق الحديثة المجاورة وأنصح في هذه التجارة أن يختصر المدرب الدورة كي يقيمه الطلبة على أنه أفضل مدرب في الدنيا، وبالتالي تنهال عليه العروض التدريبية، ونظرا لتجاربي الكثيرة في التجارة فإنني أرى أن هذه التجاره هي الأنجح على الإطلاق، وبناء عليه فقد قررت أن تكون أول دوراتي هي: "كيف تصبح نصابا في عشرة أيام؟" وللراغبين في الانضمام بها مراسلتي على عنواني الوهميnesab@kelamfathy.7kematalkuwait