ما حدث في جلسة السبت الماضي يخرج عن حدود العمل النيابي الراقي ليدخل في حدود الهرج والمرج من قبل بعض الأعضاء الذين لا يعملون إلا لمصالحهم الشخصية أو لمصالح من أوصلهم الى كرسي النيابة بالطريقة التي يعرفونها جيدا·
فليس سهلا على رئيس المجلس أن يصرح وبوضوح أن الحكومة هي من "لخبط" الجلسة، حيث لم تمارس دورها المطلوب وأنها المسؤولة عن إفشال الجلسة والحيلولة دون إقرار تعديل الدوائر الانتخابية·
وكان المتابعون للجلسة يرصدون أكثر من ملاحظة سجلتها جريدة "القبس" بكل وضوح حيث شوهد مسؤول حكومي "منخش" خلف عمود عند مدخل النواب وهو يكتب اقتراحا برلمانيا لأحد "ممثلي الشعب" الذي قام بدوره بتسليمه للأمانة العامة"·
كما برزت في الجلسة "فنون الاتصال غير اللفظي وشوهد بعض الوزراء "يخزون" ويغمزون لبعض النواب الذين كانوا على إثرها يقاطعون سير الجلسة!
الجلسة الماضية كانت جلسة "مكشوفة" للمتابع الذكي حيث إن الحكومة استطاعت من خلال "صمتها" تحريك بعض "الأصوات" للتعبير عنها بطريقة "مفضوحة"·
ولكن المعارضة استطاعت بذكاء تحييد الحكومة وإحراجها ودفعها الى الحياد من جهة، وأظهرت سذاجة النواب الموالين وكشفت تكتيكهم من جهة أخرى واضطر رئيس المجلس لرفع الجلسة الى السبت المقبل بعد أن انكشفت الأمور بشكل واضح·
وأرى بأن جلسة السبت المقبل ستكون جلسة أكثر وضوحا وخصوصاً أن الحكومة لن تستطيع السكوت أكثر من ذلك· |