رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 28 ربيع الآخر 1425هـ - 16 يونيو 2004
العدد 1632

أصول العلمانية
قراءة سريعة في "كليلة ودمنة"(2-2)
د. محمد حسين اليوسفي
alyusefi@taleea.com

تناول حكماء الهند في "كليلة ودمنة" المشكلة الأخلاقية بلغة الطير والحيوان، وهي اللغة الرمزية التي لم يكن بالإمكان التحدث بغيرها في ذلك الزمان السحيق، حيث لم يكن للحرية الفكرية وجود، ناهيك عن حرية انتقاد الملوك والسلاطين المتربعين على العروش· والمشكلة الأخلاقية هي إحدى المشكلات الرئيسية التي تتناولها الفلسفة في مباحثها إلى جانب مشكلة الوجود والمعرفة· ولقد حاول حكماء الهند استنباط القواعد الأخلاقية التي تصلح أن تكون قواعد عامة لجميع البشر تساير الفطرة الإنسانية، وما رست عليه الحياة المدنية من مبادئ·

فها هو الفيلسوف يحدث الملك قائلاً: زعموا أن لبؤة كانت في غيضة ولها شبلان، وأنها خرجت ذات يوم تطلب الصيد، وخلفتهما· فمر بها أُسوار( بضم الألف) فرماهما حتى قتلهما، وسلخ جلديهما، ومضى بهما إلى منزله· ثم إن اللبؤة رجعت فرأت ما بشبلَيها من الأمر الفظيع فصرخت وصاحت وتقلبت ظهراً وبطناً·

وكان إلى جانبها شعهر جار لها· فلما سمع بكاءها وصراخها وجزعها، خرج إليها فقال لها: ما هذا الذي أراه بك؟ وما جرى عليك؟ فأخبريني به لأشاركك فيه·( فأخبرته ما حل بها)· فقال الشعهر: لا تحزني ولا تصرخي، وانصفي من نفسك، واعلمي أن هذا الأُسوار لم يأت إليك شيئاً إلا وكنت ركبت من غيرك مثله، ولن تجدي من الأسف والحزن على شبليك شيئاً إلا وقد كان من كنت تفعلين بأحبابه ما تفعلين، يجد مثله أو أفضل منه· فاصبري من غيرك على نحو ما صبر عليك غيرك منك، فإنه قيل: "كما تدين تدان"·

ويختتم الفيلسوف كلامه للملك بحكمة أخلاقية أو بالأحرى بقاعدة للفعل السليم تقول: "ما لا ترضاه لنفسك لا ترضه لغيرك"·

إن هذه القاعدة الذهبية في الأخلاق هي القاعدة الأولى ضمن ثلاث قواعد وضعها الفيلسوف الألماني العظيم عمانوئيل كنت ( 1724- 1804) في سعيه لوضع قواعد عامة للأخلاق تكون منطلقاً للبشرية جمعاء وتمثل ركناً أساسياً للحياة المدنية الحديثة· وتنص القاعدة على ما يلي: "اعمل بحيث يكون فعلك قانوناً عاماً"· وهنا نجد أن هذه القاعدة تعتبر الفعل الأخلاقي هو ذاك الفعل الذي يراه صاحبه يصلح لينطبق على جميع البشر، فالنفس الإنسانية تأبى الظلم وبالتالي لا أحد يرتضي بأن يكون الظلم قاعدة عامة لفعل الإنسان حتى أولئك الذين يقومون بالظلم، فهؤلاء  يبررون ظلمهم دائماً باللجوء إلى قاعدة الضرورات، وبالطبع فإن الضرورات تبيح المحظورات·

ما أحوجنا إلى هذه القواعد الأخلاقية العامة في مجتمعاتنا الحديثة حيث بدأت الأصوليات من كل نوع: يهودية، مسيحية، إسلامية، هندوسية وغيرها الكثير تفسد حياتنا المدنية وأخلاقياتها الناظمة، وتبرر قتل الأبرياء تحت ذرائع شتى·

alyusefi@taleea.com

�����
   

حقا إنها درة الخليج:
د·أحمد سامي المنيس
هل فقدت الحكومة حياديتها؟:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
أناقة الثماني العظام:
سعاد المعجل
نظرة إلى قوانين الطوارىء:
يحيى علامو
"الوساطة" في التعليم الشرق أوسطي:
د. جلال محمد آل رشيد
أمثلة عنصرية رجعية:
محمد بو شهري
عبء الحرية:
د. علي الزعبي
الجامعات الوافدة:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
كيف تصبح نصابا في عشرة أيام؟:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
الانتصار على الاستبداد!:
عامر ذياب التميمي
أصول العلمانية
قراءة سريعة في "كليلة ودمنة"(2-2):
د. محمد حسين اليوسفي
حلقات الذكر وحلقات الفكر (1):
فهد راشد المطيري
ولاية المرأة:
زيد بن سالم الأشهب
الأرقام تفضح الصهيونية:
عبدالله عيسى الموسوي
إنسانيون لا مذهبيون:
عبدالخالق ملا جمعة
خطوة كويتية جديدة باتجاه العراق:
حميد المالكي
تاريخ من إهدار الفرص:
رضي السماك