رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 28 ربيع الآخر 1425هـ - 16 يونيو 2004
العدد 1632

ألفـــاظ و معـــان
الجامعات الوافدة
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله

توالت في عام 2003 وأوائل عام 2004 الجامعات الحكومية الواردة من دول أوروبية لتستقر في مصر، وهو نوع جديد من "الجامعات" بالمعنى الواسع الذي يزخر به سوق التعليم في أرض الكنانة رغم نشأتها الحديثة إذا لم تكن معروفة في أيام الملكية ولا في أيام الثورة، وما يميز الجامعات الوافدة هذه الأيام أنها تحظى بالتأييد السياسي والعون المالي من حكومات البلاد المعنية، فهي جامعات ألمانية أو فرنسية أو بريطانية حسب الأحوال تحمل الجنسية وترفع العلم وتدرّس كل منها أساسا ما تدرسه في بلادها، فهي ليست من عمليات النصب التي تحمل في أسسها كلمة أمريكي أو بريطاني دون سند أو مضمون علمي·

والسؤال الذي يرد على الذهن هو: لماذا هذا الكرم المفاجىء الذي يتمثل في إهدائنا جامعة - ولو صغيرة - دون سعي لربح أو ابتزاز "من خلال مصاريف مدرسية بالغة الارتفاع"؟ والجواب يكشف عن أن السبب هو أزمة الهرم السكاني في البلاد الصناعية المتقدمة وبيان ذلك أن التحسن في مستويات المعيشة وتناقص معدلات البطالة ونظم التأمين الاجتماعي وبصفة خاصة التأمين الصحي أدت في مجموعها إلى ظاهرتين: زيادة مطردة في معدل العمر المتوقع عند الولادة، وتناقص معدلات المواليد ونسبة المسنين "أكبر من 65 سنة" إلى إجمالي السكان في الدول الصناعية المتقدمة تدور حاليا حول %15 نتيجة لارتفاع العمر المتوقع عند المولد إلى 82 سنة للذكور و 90 للإناث، وفي الوقت ذاته تناقصت "تقرير التنمية البشرية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنساني" معدلات الزيادة الطبيعية للسكان في معظم "تلك الدول إلى أقل من %1 والنتيجة زيادة عبء الإعالة "65 - 82" وتناقص قوة العمل "عدد السكان في سن العمل"·

وهكذا وجدت الدول الأوروبية نفسها في مأزق إزاء الهجرة المتزايدة من جنوب البحر المتوسط وبقية إفريقيا بصفة خاصة، وواقع "الهجرة غير المشروعة" أي غير مرخص بها ولم يخترها "المستورد" وفقا لحاجته من العمالة ومن هنا كانت محاولات فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا ثم الاتحاد الأوروبي في مجموعه لبناء سور عظيم من وسائل القبض على المهاجرين وإعادة شحنهم إلى بلادهم ومن هنا أيضا ازدهار "سوق رقيق حديثة" في شكل جماعات يدعي أعضاؤها القدرة على اختراق الأسوار ويقبضون من الذين ضاقت بهم الدنيا في بلادهم فيصلوا أخيرا إلى عتبات الاتحاد الأوروبي من الجنوب أو الشمال أو الشرق وقد ينتهي بهم الأمر إلى اوقوع في يد حرس الحدود المدرب على اصطيادهم أو الموت غرقا أو بالرصاص·

وتعد الجامعات الوافدة أذكى طريقة لاجتذاب الشباب المؤهل والمدرب الذي تحتاجه ألمانيا أو فرنسا أو سويسرا أو هولندا·· إلخ· فهؤلاء شباب يدرسون في جامعة ألمانية فيتعلمون الكثير عن ألمانيا وتاريخها وثقافتها ويخالطون أبناءها فيحاكون أساليب حياتهم، وتعلن الجامعة أن المتفوقين في درجة البكالوريوس سيحصلون على منح دراسية ليسافروا إلى حيث يستكملون الدراسات العليا في "الدولة الأم" وبالطبع يتقن هؤلاء اللغة الألمانية، ومعظمهم يحلم بالإقامة في ثالث أكبر الدول اقتصاديا في العالم وتبلغ سعادتهم الذروة حين يتلقون الجنسية الألمانية وهكذا تحصل ألمانيا على عمالة منتقاة ومؤهلة تأهيلا عاليا ومهيأة للاندماج في مجتمعها الجديدة، ليس للدولة طبيعة خيرية، ومن يهدِ لنا شيئا يجب أن نعرف ما وراء كرمه من مصالح·

�����
   

حقا إنها درة الخليج:
د·أحمد سامي المنيس
هل فقدت الحكومة حياديتها؟:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
أناقة الثماني العظام:
سعاد المعجل
نظرة إلى قوانين الطوارىء:
يحيى علامو
"الوساطة" في التعليم الشرق أوسطي:
د. جلال محمد آل رشيد
أمثلة عنصرية رجعية:
محمد بو شهري
عبء الحرية:
د. علي الزعبي
الجامعات الوافدة:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
كيف تصبح نصابا في عشرة أيام؟:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
الانتصار على الاستبداد!:
عامر ذياب التميمي
أصول العلمانية
قراءة سريعة في "كليلة ودمنة"(2-2):
د. محمد حسين اليوسفي
حلقات الذكر وحلقات الفكر (1):
فهد راشد المطيري
ولاية المرأة:
زيد بن سالم الأشهب
الأرقام تفضح الصهيونية:
عبدالله عيسى الموسوي
إنسانيون لا مذهبيون:
عبدالخالق ملا جمعة
خطوة كويتية جديدة باتجاه العراق:
حميد المالكي
تاريخ من إهدار الفرص:
رضي السماك