في إطار الاحتفالات الدولية باليوم العالمي للطفل، قام صندوق الأمم المتحدة للأطفال "اليونسيف" بنشر تقرير يضم جملة من الحقائق الموثقة التي تكشف إرهاب قوات الاحتلال الصهيوني بحق الأطفال الأبرياء في مخالفة واضحة وشنيعة للقانون الدولي والأعراف الإنسانية·
ففي جولة سريعة مع الأرقام الدولية، نجد أن قوات الاحتلال قتلت خلال الانتفاضة الحالية 576 طفلاً وهدمت أكثر من 2500 منزل مما تسبب في تشريد 2000 طفل وقامت باعتقال 2000 آخرين دون السادسة عشرة من العمر ولايزال حتى ساعة كتابة هذه المقال 337 طفلاً يقبعون في السجون في أجواء قاسية جداً·
وبالإضافة إلى الحالة النفسية الصعبة التي يعيشها الأطفال نتيجة الإرهاب اليومي الذي يمارس ضد عوائلهم وقراهم ومدنهم فإن التقرير أظهر أن عدد الأيام الدراسية التي خسرها الطلاب نتيجة القمع الإسرائيلي قد وصل إلى 1475 يوماً وحتى إذا أتيحت الفرصة للمدارس التابعة للأمم المتحدة للعمل، فإن أكثر من %10 من المعلمين لا يستطيعون الوصول لمقار عملهم نتيجة الحصار الإسرائيلي المشدد·
كما أدت الممارسات الوحشية إلى انخفاض نسبة النجاح والتفوق لدى عدد كبير من الطلبة الفلسطينيين حيث وصلت إلى %38 في مادة العلوم على سبيل المثال·
والوضع يزداد خطورة عندما نعلم أن %53 من الفلسطينيين في الضفة والقطاع هم دون الثامنة عشرة من العمر، ويبلغ عددهم نحو 1.8 مليون شخص، وهم في الوقت نفسه، وقود الانتفاضة المباركة ومشعلها الوهاج، حيث عاش أغلب هؤلاء طفولتهم الأولى وهم يحلمون بسلام الشجعان الذي روجت له سلطة الحكم الذاتي فإذا بالصهاينة يكشفون عن حقيقة مشروعهم الدموي الذي يهدف لتدمير الشعب الفلسطيني وإزالته من الوجود ليتصدى فتية فلسطين بصدورهم العارية للآلة الحربية الصهيونية بكل شجاعة وشموخ·
إن لغة الأرقام التي وثقتها "اليونسيف" لغة لاتعرف المجاملة أو التسويف وهي رسالة لجميع القادة العرب والمهرولين نحو سلام زائف ليعرفوا حقيقة هذا العدو وطبيعة مشروعه العنصري النازي·
abdullah.m@taleea.com |