لا داعي للكلام عن خطر المناهج التعليمية لدينا، ولا داعي لقيام الدول الكبرى بإزعاج نفسها بالبحوث المطولة التي يقوم بها متخصصوها واستخباراتها معا، بهدف وضع مناهج جديدة تؤدي الى القضاء على منابع الإرهاب في أي دولة شرق أوسطية تصدر الإرهابيين الى العراق أو الى غير العراق·
الحكاية، كل الحكاية، هي أن مدارس الشرق الأوسط العتيد، من أولى روضة الى رابعة جامعة لا تخرج الطلبة إلا بإحدى الوسيلتين "العلميتين" التاليتين: أولا: الغش في الامتحانات، ثانيا: "الواسطة"، الملقبة في دولة الكويت بـ "فيتامين واو"·
نسمع في بعض الدواوين عن طلبة في المرحلة المتوسطة لا يتمكنون من الكتابة، ولكن لا تسألوا أيها المهتمون بالأمر عن كيفية "نجاحهم" في مادة اللغة العربية في جميع الصفوف السابقة "في كل المرحلة الابتدائية"، لأن السؤال الصحيح هو عن كيفية حصولهم على تقدير "امتياز" في المادة المذكورة، وفي غيرها·
إذن نوجه التماسا قويا "متأخرا" الى اجتماع مستعمري العالم في جورجيا، بأن أي تدخل في التعليم في العالم العربي قد ينعكس سلبا على مصالح المستعمرين أنفسهم، لأن الوضع الحالي هو أفضل من طموحاتهم، "لأن" الطلبة لا يعلمون شيئا عن محتويات الكتب أو المناهج، وينجحون بامتياز لأنهم "شرق أوسطيون" من جانب، ولأنهم يعرفون أناسا في كل أنحاء بلدانهم ومدارسها، هذا هو سبب "تفوق" أبنائنا في "المدارس الحكومية"·
أما بعض الآباء الذين يقدرون عواقب التنافس الحاد الذي سينتج عن وحش العولمة المقبل شئنا أم أبينا، فيبعثون أبناءهم للمدارس التي "تُعلّم"، وهي مدارس أجنبية مطابقة لمدارس الغرب ومناهجه، فلن يتخرج منها إرهابيون·
أما الآباء الذين لايعرفون بواطن الأمور، مع أن أبناءهم في مدارس الحكومات الشرق أوسطية، فيقومون بجلب مدرسين لأبنائهم، بدل سلوك الطريق الطبيعي الذي يتمثل في البحث عن "Vitamin W"·
drjr@taleea.com |