| من جديد، يثبت الشعب الفلسطيني بأنه قادر على أخذ زمام المبادرة من يد الجميع متى ما وصلت قضيته المركزية إلى مراحل النسيان والإهمال في زمن الذل العربي·
فها هي معركة "الأمعاء الخاوية" تعيد القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث وتفضح زيف إدعاءات حقوق الإنسان في الكيان الصهيوني وهي قد كشفت في الوقت نفسه عن جملة من الحقائق نوجزها بالنقاط التالية·
- التأكيد على وجود أكثر من سبعة آلاف أسير فلسطيني بينهم المئات من النساء والأطفال والعجزة والمرضى في سجون الاحتلال الصهيوني·
- كشفت عن أن سلطة الحكم الذاتي قد أهملت ملف الأسرى ولم تعطيه الأهمية التي يستحقها طوال سنوات المفاوضات والتسويات المذلة، لكون أغلب الأسرى ينتمون لحركات المقاومة "حماس، والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"·
- كشفت معركة "الأمعاء الخاوية" عن فداحة الظلم الذي تمارسه قوات الاحتلال في تعاملها اللاّإنساني مع الأسرى ولعل الشهادات الحية - التي رصدتها منظمات حقوق الإنسان المحايدة - خير دليل على ذلك، وهي تجمع على أن الإرهاب الذي يمارس في سجون الاحتلال لا يضاهى في أغلب سجون العالم·
كما كشفت المعركة أن الصهاينة لا يتورعون عن ممارسة أقسى درجات التعذيب النفسي - المحرمة دوليا - في التعامل مع الأسرى، ولعل القيام بعمل حفلات للشواء في السجون لإغراء الأسرى لتناول الطعام خير مثال على ذلك·
- أكدت المعركة أن الضمير العربي قد وصل لمرحلة الموت النهائي، حيث لم نشاهد أية مظاهر تأييد أو مناصرة للسجناء المضربين عن الطعام إلا في حالات قليلة منها ما حدث في مملكة البحرين والجمهورية اللبنانية·
- وأخيرا، أكدت معركة "الأمعاء الخاوية" أن ممارسات المحتل سواء كانت في العراق أو فلسطين واحدة، وإن ما جرى في معتقل "أبو غريب" مجرد قطرات في بحر السجون الإسرائيلية التي تمارس هذا النوع من الإرهاب منذ قيام الدولة العبرية قبل قرابة خمسة عقود ونيف·
خلاصة الحديث وكلمة أخيرة: لقد أثبت الشعب الفلسطيني بأنه قادر على استخدام الكثير من الأسلحة في حرب تحرير الأرض والمقدسات، وما الإضراب عن الطعام إلا واحدة منها· فهنيئا لهم صمودهم وتضحياتهم الغالية·
abdullah.m@taleea.com |
