رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 23 رجب 1425 هـ _ 8 سبتمبر 2004
العدد 1644

حقوق الإنسان·· وبكاء الطبطبائي
د. سامي عبدالعزيز المانع

نبارك للكويت جمعية حقوق الإنسان بعد 21 سنة من العمل والمناشدة والمخاطبة لإشهار جمعية من الأهمية بمكان تواجدها في أي مجتمع ينوي التطور والرقي·

السيد الفاضل النائب الدكتور وليد الطبطبائي رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس الأمة رحب بإشهار الجمعية واستنكر في آن واحد، فقد طالب "مجلس الوزراء ووزير الشؤون الاجتماعية بالترخيص أيضا للجمعيات الأخرى التي تقدمت بطلب الترخيص في المجال نفسه حتى لا يكون الترخيص انحيازا من الحكومة لتيار على حساب تيارات أخرى"!! ما هذا التيار؟ وما هي التيارات الأخرى يادكتور؟!! وكيف تريد من الحكومة أن ترخص لجمعيات أخرى تعني بالتخصص نفسه؟ أين وعيك عندما طالبت بذلك؟ وأين الجانب التنظيمي عندما يكون هناك ثلاث جمعيات حقوق إنسان في البلد؟ فهل هناك حقوق للإنسان يعرفها الدكتور وليد وأصحابه ولا يعرفها من سيعملون في إطار الجمعية المشهرة حديثا؟·

وهل نص قانون إشهار الجمعية بأن الجمعية ستكون لصالح التيار الفلاني لا غير؟!! فعلى من يرغب بعضوية الجمعية ما عليه إلا أن يقدم طلبا بذلك لمجلس الإدارة، وإن تم ملاحظة ظاهرة رفض لعناصر معينة محسوبة على تيار بعينه، فعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء والصحافة لاتخاذ اللازم، فالموضوع أسهل مما يدعيه الدكتور وليد بكثير·

وأضاف "أن الجمعية التي رخصت لها الحكومة اليوم متورطة إيديولوجيا مع التوجه العلماني التغريبي في البلاد" بدأ هنا النائب الفاضل بقذف الاتهامات المعلبة المجهزة بشكل عشوائي كعادة أفراد هذا التيار عندما يصيبهم جنون اتهام الغير متناسين أن هناك قيما ومبادئ ومنهجا للتعامل مع "الآخر" بما يصب في صالح المصلحة الوطنية·

وأنا أسأل هنا الطبطبائي·· كيف تتهم الجمعية بأنها "متورطة" يوم الاثنين 23/8/2004 وهي قد تم إعلان إشهارها قانونيا يوم الأحد 22/8/2004، أنا متأكد إنك "تتغشمر" ولا تقصد ما قلت·

واستطرد رئيس لجنة جمعية حقوق الإنسان في مجلس الأمة على أن "لا أدل على هذه الصبغة الإيديولوجية للجمعية من أنها لم تحرك ساكنا أمام الشكاوى التي صدرت من عشرات من المواطنين حول تجاوزات بعض عناصر الأمن ضدهم خلال الاعتقالات الأخيرة التي شهدتها البلاد بما سمي بشبكة الجهاد في العراق·

وهو ما يدل على التوجه السياسي اللاإنساني للجمعية" وهو هنا يتحدث عن الجمعية في ظل عدم الإشهار وهو نفسه الذي صرح بعدم قانونيتها في السابق·

وأنا أبرق عيني منبهرا للنائب المحترم الذي يتحفنا من وقت لآخر بالنوادر والفكاهات وألقي عليه هذا الاستفهام، ما  السبب الجوهري والعظيم برأيك الذي يدعو الجمعية غير المشهرة بالدفاع عمن تتباكى أنت عليهم؟ وأتمنى من الدكتور الطبطبائي أن يدلني على عاقل يقف إلى جانبهم ويتسلح بالحجج والبراهين المنطقية، وبدلا من أن تبحث عمن يقف إلى جانبهم ارجعهم إلى رشدهم أنت وصحبك فأنتم من تسألون عنهم وتسألون عما آلوا إليه·

بعدما استعرضنا تصريح دكتور وليد الطبطبائي الغريب المليء بالاتهامات والبعيد عن الروح الإيجابية في التعامل مع "الآخر"، نقول له تخيل لو أن هناك جمعية حقوق إنسان ليبرالية وأخرى إخوانية وأخرى سلفية "ولكن لا أعلم إن كانت سلفية أم سلفية علمية"، ماذا سيحل بصورة حقوق الإنسان في الكويت؟! أو ليس من الأجدر إشهار الجمعية غير المشهرة التي تملك من الخبرة ما تملك والتي ناضلت من أجل أهدافها المعلنة·

ثم يا أخي أنتم لستم في حاجة إلى جمعيات نفع عام، فتياراتكم تملك من الجمعيات ما يكفيها ويكفي أغراضها المنشودة، والآن تتباكون على جمعية حقوق الإنسان بعد أن كنتم يوما ما تعملون ضدها وتهاجمونها، وتعملون ضد مبدأ حقوق الإنسان بالأساس!!

نصيحة إلى الدكتور وليد الطبطبائي، عليك ألا تتصور أن الكويت تركة وأنه يجب على تيارك السياسي أو أي تيار آخر التسابق لامتلاك الجزء الأكبر منها، وإن كنت تتصور ذلك فأنت ومن معك تملكون الجزء الأكبر من التركة لعلك فرح بذلك، وحتى ننظر إلى الوطن من منظور آخر غير منظور حلب البقرة حتى تنضب، يجب أن نعمل بجد من دون أن نرى ما في جعبة غيرنا، ومن دون أن نقيس الأمور كممتلكات شخصية، لأن الوطن للجميع والوطنية سلوك أولا وأخيرا، وأنت اليوم رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس الأمة وتتباكى على جمعية حقوق الإنسان "ومتنقصها حق ربعك"، فماذا كان دورك تجاه قضية حقوق الإنسان في السابق ومدى فاعليته؟! سؤال يحتاج منك إلى جواب يتطابق مع ما هو موثق أمامنا من مواقف سابقة يا دكتور!!·

�����
   

حقوق مجلس الوزراء:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
"علمانية" حقوق الإنسان:
د·أحمد سامي المنيس
فوز تشافيز انتصار للفقراء في فنزويلا:
موسى داؤود
1400 بأثر رجعي!:
فهد راشد المطيري
الكويت ليست ملكا لحكامها:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
العلاج في الخارج:
المحامي نايف بدر العتيبي
مستجدات التنمية!:
عامر ذياب التميمي
نفائس الصحن الحيدري:
د. محمد حسين اليوسفي
"الأمعاء الخاوية":
عبدالله عيسى الموسوي
حقوق الإنسان·· وبكاء الطبطبائي:
د. سامي عبدالعزيز المانع
جمعية حقوق الإنسان:
مسعود راشد العميري
معارض·· لا يعارض!:
عبدالخالق ملا جمعة
عبدالعزيز الجارالله يستحق الثناء··!:
د· بدر نادر الخضري
الذكرى 94 لصدور "برنكيبيا ماتيمانيكا":
حميد المالكي
مأساة مدينة النجف:
رضي السماك