كنت أتمنى أن أملك القدرة لإرسال رسالة إلى مشاهدي المسلسلات الكويتية التي تعرض حاليا في الفضائيات العربية لأبين لهم رفض قطاع كبير من المجتمع الكويتي تعبيرتلك المسلسلات عن واقعنا وعن طبيعة مجتمعنا فقد مسخت تلك المسلسلات الشخصية الكويتية على مر السنوات الأخيرة وصورت الشاب الكويتي على أنه شاب يرتدي "البنطلون" ويضع "الجل" على شعره ويعاكس الفتيات ويعاقر الخمرة ويرتاد الشقق ويتعدد في العلاقات غير الشرعية ويعصى والديه ويسيء استخدام الإنترنت وحولته إلى كتلة من الغرائز الجنسية كما حولت تلك المسلسلات الفتاة الكويتية إلى فتاة سافرة لا تهتم إلا بالمظاهر والرقص والشباب والسهر ليلا في علاقات عاطفية عبر الهاتف النقال، وهذا بالطبع أمر لا يمثل الشاب الكويتي ولا الفتاة الكويتية وإن كان جزء منهم تنطبق عليه المواصفات فمن الخطأ تضخيمه وتمثيله على أنه المثل الأوحد للشاب الكويتي وتكرار تلك الشخصية في جميع المسلسلات على مر السنوات بشكل يرسخ الصورة في أذهان الغير ويسمح للشباب الكويتي بالاقتداء بها والإحساس بأن الشخصية التي تعرضها المسلسلات هي الشخصية الطبيعية وعدم تقمصها يعتبر شذوذا أو تخلفا ولا يخفى علينا أن مجموعة كبيرة من البنات ومن الشباب بدؤوا يتداولون مصطلحات لا أخلاقية ويمارسون عادات شاذة ومحرمة بشكل سافر وعلني وذلك ناتج إلى حد كبير من تلك المسلسلات التي صورت لهم بأن الحياة الشاذة هي الجزء الأساسي من حياة الإنسان الكويتي وقد يتصور البعض أن زيادة نسبة المشاهدة لتلك المسلسلات تدل على نجاحها ولكن الواقع مغاير تماما، فالمجتمعات المحافظة تقبل وبفضول كبير على مشاهدة أو الاستماع لقصص العوائل الأخرى ومشاكلها، ولهذا نجحت مجلات الجرائم والفضائح في الكويت كما نجحت إحدى الصحف المحلية في زيادة نسبة قرائها ومشتركيها بسبب تكثيف مواد الجنس والجريمة التي لم يألفها القارىء الكويتي وبالتالي أقبل على قراءتها، لذا فإنه من الضروري التمييز بين ما هو ناجح تجاريا وبين ما هو قيم علميا وثقافيا، لماذا لا يكتب الكتاب المحليون عن قضايا التطرف والإرهاب وقضايا تخلف التعليم وحريات الرأي وسياسات التوظيف والإسكان والتفرد في السلطة ونواب الخدمات والبطالة المقنّعة وعدم الإنتاجية والخصخصة وغيرها من القضايا التي تشغل الشارع الكويتي فعلا؟!