رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 30 ربيع الأول 1425هـ - 19 مايو 2004
العدد 1628

توقعات للاقتصاد العالمي!
عامر ذياب التميمي
tameemi@taleea.com

أشار تقرير لصندوق النقد الدولي إلى أن آفاق الاقتصاد العالمي تشير إلى إمكانات جيدة للانتعاش خلال العام الجاري والعام المقبل·· إن من أهم أسباب هذا التفاؤل هو ارتفاع وتيرة النمو الاقتصادي حيث أشارت البيانات إلى أن نمو الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة سيكون 4,6 في المئة خلال هذا العام ويمكن أن يكون بحدود 3,9 في المئة خلال عام 2005 في حين يتوقع أن يصل معدل النمو للاقتصاد العالمي، أيضا 4,6 في المئة خلال هذا العام و4,4 في المئة خلال العام المقبل، ولا شك أن هذه المعدلات مرتفعة وتمثل انتعاشا قويا في الاقتصادات الصناعية لكن تقرير صندوق النقد الدولي أشار إلى إمكانية حدوث تضخم في أسعار السلع والخدمات مما يحتم مراجعة السياسات النقدية المتبعة في الولايات المتحدة مما يعطي إشارة واضحة لرفع أسعار الفائدة على القروض المصرفية في الوقت الذي ما زال مجلس الاحتياطي الفيدرالي مترددا في اتخاذ قرار لرفع سعر الفائدة حيث إن ذلك سيؤدي إلى تراجع في أداء الأسواق المالية، على الأقل في الأمد القصير·· كما أن رفع سعر الفائدة في الولايات المتحدة قد يؤدي إلى تحسن في سعر صرف الدولار أمام العملات الرئيسية وهذا يتناقض مع أهداف دعم الصادرات وتخفيض الواردات لتقليص العجز في ميزان التجارة وعجز الحساب الجاري··

وكما هو معلوم أن سعر صرف الدولار قد انخفض بشكل كبير أمام العملات الرئيسية خلال العام الماضي لدرجة بلغ الانخفاض نسبة 38 في المئة أمام اليورو·· بيد أن الدولار أخذ بالتحسن في الآونة الأخيرة بفعل بيانات الاقتصاد الأمريكي والتحسن في المؤشرات الرئيسية مثل معدل النمو ونسبة البطالة وثقة المستهلكين والإنتاج الصناعي وبيانات المساكن المباعة وغيرها·· وقد انعكست هذه النتائج الجيدة علي أداء أسواق المال في الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من أسواق مالية·· وقد عززت مستويات الفائدة المصرفية المنخفضة هذا الأداء في الأسواق المالية حيث بلغ سعر الخصم واحد في المئة·· لكن يظل موضوع العجوزات في ميزان التجارة والحساب الجاري وعجز الموازنة الفيدرالية من أهم ما يقلق المراقبين الاقتصاديين ورجال الأعمال في الولايات المتحدة، وكما تشير البيانات فإن الحساب الجاري ارتفع ليصل إلى 542 بليون دولار أو ما يعادل خمسة في المئة من قيمة الناتج المحلي الإجمالي، وربما يكون هذا العجز من أسباب تراجع سعر صرف الدولار في الشهور الماضية·· كذلك بلغ حجم العجز في الموازنة الفيدرالية مستوى قياسيا حيث قارب الخمسمئة بليون دولار، وغني عن البيان أن الولايات المتحدة تعاني من عجز الميزان التجاري والحساب الجاري منذ زمن بعيد ولم تتمكن من خلال الكثير من أدوات السياسة المالية والسياسة النقدية من تقليص الفجوة بين الواردات والصادرات، وربما يعود ذلك لقوة الاقتصاد الأمريكي وقدراته الاستيعابية وحجم الاستهلاك العائلي الكبير·

من جانب آخر فإن أسعار النفط القوية تمثل اختبارا للاقتصاد العالمي حيث إن تكاليف الطاقة تؤثر كثيرا على أداء مختلف الأنشطة الاقتصادية لكن انخفاض سعر صرف الدولار لم يمكن الدول المنتجة للنفط من الاستفادة القصوى من تحسن الأسعار·· ولذلك فإن الكثير من الدول المستهلكة تمكنت من استيعاب ارتفاع أسعار النفط بسبب تراجع العملة الأمريكية والتي يتم تسعير النفط على أساسها، خصوصا الدول الأوروبية التي تتعامل باليورو·· لكن هناك عوامل كثيرة قد ترفع سعر النفط منها تزايد الطلب في البلدان ذات الاقتصادات الناشئة مثل الصين والتي يتوقع أن تزيد من استخدام النفط على حساب الفحم، كما أن توقعات صندوق النقد الدولي لتحسن أداء الاقتصاد في الصين والهند حيث قد يصل معدل النمو في الناتج المحلي والإجمالي خلال هذا العام نسبة 8,5 في المئة في الصين و6,8 في المئة في الهند، وربما يصل إلى 8,0 في المئة و6,0 في المئة في الصين والهند على التوالي خلال العام المقبل·· هذه التوقعات لابد أن تحسن الطلب على النفط وتزيد من استقراره حول الأسعار الجارية إن لم ترتفع بنسبة ما خلال الفترة المقبلة·

أن هذه التوقعات للاقتصاد العالمي لابد أن تفرض على صانعي القرارات الاقتصادية في بلدان الخليج ورجال الأعمال فيها أن يواكبوا هذه التطورات ويعززوا الاستثمار في البلدان الصناعية المتقدمة وتوزيع المخاطر بطريقة عقلانية تمكن من تحسين الإيرادات من الاستثمارات المتنوعة قطاعيا وجغرافيا وفي مختلف الإدارات المتاحة·· يضاف إلى ما سبق ذكره أن انضمام عشر دول  في أوروبا الشرقية إلى الاتحاد الأوروبي ليصبح عدد الدول المنضوية تحت لوائه 25 دولة سيعني توسع آفاق الاستثمار باليورو، ويجب التذكر بأن حجم الاقتصاد الأوروبي قد ارتفع ليصبح الناتج القومي الإجمالي لدول الاتحاد 9,7 تريليون دولار أمريكي، وهو مستوى يقارب حجم الاقتصاد الأمريكي الذي يصل إنتاجه القومي 10,0 تريليون دولار تقريبا·· أي أن الاقتصاد الأمريكي والاقتصاد الأوروبي يساويان 60 في المئة من حجم الاقتصاد العالمي بأسره، وتؤكد هذه الحقائق أهمية التركيز على فرص الاستثمار في الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي لتعزيز إمكانات التنوع الاستثماري وفرص تحقيق العوائد المتوازنة·

 

tameemi@taleea.com

�����
   

وما أدراك ما الضوابط؟!:
سعود راشد العنزي
آخـر وقـفة
الإصلاح من منظور السلطة:
د·أحمد سامي المنيس
المرأة واللعبة الحكومية:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
المستقلة والوسط الديمقراطي:
سعاد المعجل
نعمة العقــل:
محمد بو شهري
(Without Control) بــلا رقــيب:
المهندس محمد فهد الظفيري
حركة اجتماعية حرة·· وفائدة مرجوة:
عبدالخالق ملا جمعة
الجمهورية البرلمانية:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
من يجرؤ على التصوير؟:
المحامي نايف بدر العتيبي
ما أنتم بسُياح!:
فهد راشد المطيري
تفجير المسلمين وهم يؤدون صلاة الجمعة داخل المسجد:
يحيى الربيعان
توقعات للاقتصاد العالمي!:
عامر ذياب التميمي
"أبو غريب" مرة أخرى:
د. محمد حسين اليوسفي
حـرية برائحة الطباشيـر:
صلاح الفضلي
عقيدة الاغتيال:
عبدالله عيسى الموسوي
الجندي الأمريكي الذي أعرفه
The American Soldier I Know:
خالد عايد الجنفاوي
أطروحتان لمساعدة الشعب العراقي
الاستثمار الكويتي في العراق:
حميد المالكي
الحركة السياسية البحرينية بين عريضتين:
رضي السماك