رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 30 ربيع الأول 1425هـ - 19 مايو 2004
العدد 1628

حـرية برائحة الطباشيـر
صلاح الفضلي
salahma@yahoo.com

من الصحيح أن دستور الكويت في مادته السادسة والثلاثين ينص على أن لكل إنسان حرية التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة، لكن الواقع يقول إن هذه المادة الدستورية تكاد تكون مجرد حبر على ورق وهي أقرب ما تكون إلى الحلم منه إلى الواقع لأنه ليس هناك قنوات متاحة لمن يريد أن يعبر عن رأيه لكي يقوم بذلك، وعلى هذا تكون مسألة حرية التعبير عن الرأي كما يقول المناطقة "سالبة بانتفاء الموضوع" أي أنها صحيحة من الناحية النظرية ولكنها غير ممكنة التطبيق عمليا لفقدان صاحب الرأي الوسائل الكفيلة للتعبير عن هذا الرأي·

إذا كانت وسائل الإعلام المسموعة والمرئية من إذاعة وتلفزيون محتكرة للإعلام الرسمي وهي تعبر فقط عن وجهة النظر الرسمية ولا مكان فيها للرأي المخالف إلا ما ندر، وإذا كان حق إصدار الصحف "معلقا" منذ أكثر من ربع قرن دون مبرر منطقي، وإذا كانت الصحف الموجودة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، والكتابة فيها محكومة بخطوط حمر كثيرة يضعها ملاكها وفقا لاعتباراتهم الذاتية ومصالحهم الخاصة وهو أمر مبرر باعتبار أن الصحيفة لا تعدو عن كونها مشروعا تجاريا يبتغي صاحبها الربح، ولعل ما حصل قبل أيام عدة من امتناع أربع صحف من بين الصحف اليومية الخمس من نشر أي مقالة تؤيد الاستجواب المقدم لوزير الصحة أو تتعرض بالنقد لخدمات وزارة الصحة مما شكل حاجزا فولاذيا "لحماية" الوزير أقوى بكثير من سور برلين  الشهير، وهذا دليل صارخ على أن المصالح الشخصية والاعتبارات العائلية هي التي تحكم مساحة الحرية في هذه الصحف وأن الحرية المزعومة لإبداء الرأي يجب أن تمر بعملية "فلترة" واختبار صلاحية للتأكد من عدم تعارضها مع هذه المصالح، أقول إذا كانت كل هذه "الحواجز" موجودة كيف يمكن للمواطن أن يمارس حريته في التعبير عن رأيه، وهل بالفعل يحق لنا أن نفتخر ونقول إن دستورنا ينص على حرية التعبير من دون أن تكون هناك وسائل متوافرة ومتاحة لممارسة هذه الحرية؟! عندها لا يبقى للمواطن إلا أن يعود للعصور الحجرية ليمسك "طبشورة" ويكتب على "الطوفة"·

ثم حتى لو استطاع هذا المواطن أن يكسر كل هذه الحواجز ووجد موطىء قدم ليصل صوته عبر الصحف التي تتبنى حرية الرأي "النسبية" فإن "سيف" قانون المطبوعات "الحجري" الذي لا يزال يتعامل "بالروبية" يلاحقه هو والجريدة التي يكتب بها بالعقوبات التي تصل إلى حد الحبس·

المطلوب من قانون المطبوعات الجديد الذي مازال "يطبخ" في اللجنة التعليمية لمجلس الأمة أن يرفع كل هذه القيود عن حرية إبداء الرأي وخاصة فيما يتعلق بحرية إصدار الصحف لأنه من غير المقبول ألا تمر حرية الرأي إلا من خلال مصالح وقناعات مجموعة من العوائل والفعاليات في المجتمع·

العاقل هو من يعي ويدرك أن إفساح المجال للناس للتعبير عن آرائهم يعد صمام أمان للمجتمع لأن ممارسة هذه الحرية تعني تنفيس الكبت والاحتقان الذي يشعر به الناس من جراء "البلاوي" التي يرونها تجري من حولهم، ولعل تعطش الناس للاستجواب والاستمتاع بتعرض الوزير "للبهدلة" دليل على أنهم يجدون في ذلك متنفسا يعبرون به عما في أنفسهم من مشاعر رفض واحتجاج على ما يمارسه أهل القمة عليهم من حجر للرأي·

 

salahma@yahoo.com

�����
   

وما أدراك ما الضوابط؟!:
سعود راشد العنزي
آخـر وقـفة
الإصلاح من منظور السلطة:
د·أحمد سامي المنيس
المرأة واللعبة الحكومية:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
المستقلة والوسط الديمقراطي:
سعاد المعجل
نعمة العقــل:
محمد بو شهري
(Without Control) بــلا رقــيب:
المهندس محمد فهد الظفيري
حركة اجتماعية حرة·· وفائدة مرجوة:
عبدالخالق ملا جمعة
الجمهورية البرلمانية:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
من يجرؤ على التصوير؟:
المحامي نايف بدر العتيبي
ما أنتم بسُياح!:
فهد راشد المطيري
تفجير المسلمين وهم يؤدون صلاة الجمعة داخل المسجد:
يحيى الربيعان
توقعات للاقتصاد العالمي!:
عامر ذياب التميمي
"أبو غريب" مرة أخرى:
د. محمد حسين اليوسفي
حـرية برائحة الطباشيـر:
صلاح الفضلي
عقيدة الاغتيال:
عبدالله عيسى الموسوي
الجندي الأمريكي الذي أعرفه
The American Soldier I Know:
خالد عايد الجنفاوي
أطروحتان لمساعدة الشعب العراقي
الاستثمار الكويتي في العراق:
حميد المالكي
الحركة السياسية البحرينية بين عريضتين:
رضي السماك