تدور في هذه الأيام "مسلكيات" إيجابية في أوساط المجتمع الكويتي بالعموم، تتمحور معظمها حول صياغة رؤى تتماشى مع المستجدات الدولية والإقليمية للاستفادة منها من أجل إيجاد الأرضية المشتركة بين الأطياف حماية للكويت ومستقبلها، هذا الاهتمام كان منصبا على ثلاث قضايا أساسية واضحة:
القضية الأولى: تخفيف حدة الانشطارات داخل الأوساط الفاعلة وخصوصا الشخصيات "المتزاعلة ردحا من الزمن" من أجل رسم مستقبل واعد وإصلاحي يعالج سلبيات الماضي ويقود هذا التوجه فعاليات ثقافية مستنيرة في كل الأوساط، والذي شمل كل التوجهات تقريبا ولكن بتفاوت نسبي لكل مجموعة بحسب قدراتها وحاجتها والتطورات المهمة في وسطها· القضية الثانية: محاولة إيجاد صيغة توافقية تجمع جميع الأطياف الاجتماعية والفكرية والمرجعية في إطار من التسامح والقبول بالآخر، مع احترام كل طيف لأدبيات وعلماء الطرف الآخر·
القضية الثالثة: تجاوز الطرح الطائفي ونبذه وتفويت الفرصة على مستهدفي الوحدة الوطنية والحرص على المحافظة على المكاسب الحقوقية للمواطنين من خلال تفعيل القانون والتعامل معها كل بحسب موضوعه وظرفه وهذه القضية بالذات كان الاتفاق عليها والانسجام بين الأطياف متحققا بصورة لامعة ومطروحة على السلطات العليا، خصوصا في اللقاءات التي عقدها سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد مع الفعاليات الشعبية كافة·
فقد عقدت لقاءات عدة لسبر أغوار هذه القضايا بشفافية وتجرد، كل في محيطه وندوات مكثفة ومحاضرات متنوعة معلنة للجميع، يشعل فيها كل المخلصين مصابيح الرغبة الأكيدة لإصلاح ذات البين واحترام الأجندات لكل طيف، ومقاومة حالات التنافر المتفرقة والتي باتت تهدد نسيج المجتمع العام والخاص·
وتمت بالفعل أنشطة عدة بهذا الاتجاه أغلبها معلن وشارك فيه الكثيرون، من هنا يمكننا التفاعل مع هذه المتبنيات الجديدة كمواطنين بإيجابية بعيدا عن حسابات الماضي، وخصوصا أن هناك رغبة عارمة لدى الجميع بمد يد العون والمساهمة في إثراء مثل هذا التقارب، فقط ما نحتاجه هو عدم الإحباط وإبعاد "بؤر التأزيم" من كل جانب من أجل نجاح التجربة والسعي فيها ما أمكن للإصلاح·
رشفة أخيرة
"أيها الناس شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة، وعرجوا عن طريق المنافرة، وضعوا تيجان المفاخرة، أفلح من نهض بجناح، أو استسلم فأراح، هذا ماء آجن ولقمة يخص بها آكلها، ومجتني الثمرة لغير وقت إيناعها كالزارع بغير أرضه" من أقوال أمير المؤمنين عليه السلام· |