إن مشهد صدام حسين وهو خلف القضبان فيه من العبر والدروس ما فيه، حيث حكم هذا الطاغية شعب العراق لمدة 35 عاما بالحديد والنار، وفي نهاية المطاف أراه الله تمزيق ملكه وتشتيت عائلته وقتل أولاده، إن في ذلك لعبرة لمن يتأمل، فالإنسان مهما أوتي من قوة السلطة والمال فعليه مراقبة الله عز وجل، فهو "يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير"، إن العدل أساس الملك والعاقل من يتعظ ويقرأ الأحداث جيدا فالولايات المتحدة الأمريكية أعلنت عن برنامجها في نشر الديمقراطية في الدول العربية، وهناك بعض الإصلاحات السياسية تمت وستتم في بعض الدول المجاورة، ولكن سأتطرق الى الكويت عندما سبقت الجميع وانتقلت من الحكم المطلق الى الحكم الدستوري الذي ابتدأ مشواره من عام 1921 مرورا بعام 1938 الى أن تكرس الحكم الدستوري في عام 1962، حيث تحولت الكويت الى إمارة دستورية وبعد هذا الكفاح من أولئك الرجال الذين سبقونا وحاولوا أن يحافظوا على الكويت بالمشاركة الشعبية وليس بالحكم المطلق، نسمع ونرى - بكل أسف - بين فترة وأخرى العمل على ردة دستورية والمطالبة بالحكم المطلق والانفراد بالقرار وكأننا لا نقرأ التاريخ والأحداث من حولنا تؤكد أن الحصن الحصين للكويت هو شعبها بعيدا عن الغلو والتطرف، وعندما يتباهى شخص مثل الشيخ محمد العبدالله المبارك بدخوله قاعة مجلس الأمة الخاصة بالنواب، كونه شيخا، حسب تصريحه، في القبس المنشور بتاريخ 23/6/2004 ودوره المعروف بعدم تغيير الدوائر وأن يبقى الوضع كما هو ونفاجأ أيضا بأنه يصرح عن مجلس 1938 بأن ذلك المجلس كانت توجد فيه رشوة ناسيا أو متناسيا بأن الوضع الحالي وبيان مجلس الوزراء الشهير الذي انتقد فيه الوضع الحالي أكثر من النواب المطالبين بتعديل الدوائر، علما بأن الشيخ محمد العبدالله المبارك تخرج من المملكة المتحدة وهي أم الديمقراطية، ولكن للأسف، لم يتأثر بالجوانب الإيجابية في ذلك المجتمع والتي ينطوي فيه على التعددية والرأي والرأي الآخر، ولكن تبقى العقلية هي عقلية الحكم المطلق واحدة، نتمنى على الشيخ محمد العبدالله المبارك أن لا يندفع وأن لا يسمع الى من يزينون له الأمور فإن "الصديق من صَدَقكَ القول لا من صَدَّقَك" أقول لك هذه الكلمات حرصا منا عليك لأنك شاب طموح، واستفد من تجارب الآخرين عندما تآمروا على الديمقراطية، فماذا كانت النتيجة؟

إن الديمقراطية والمشاركة الشعبية هما سور الكويت الأول والأخير·