رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 19 جمادى الأول 1425هـ - 7 يوليو 2004
العدد 1635

هذه محاكمة لما يمثله الطاغية
د·أحمد سامي المنيس
almonayyes@taleea.com

إن العالم حولنا مقبل على مرحلة جديدة، ويبدو أن البعض من القادة العرب عاجز عن قراءة مفرداته أو استيعاب تحولاته، كما أن تجارب التغيير ودروسه ماثلة أمامنا، من جورباتشوف مرورا بتشاوشيسكو الى صدام، جميعهم ظنوا في بداية الأمر أنهم في مأمن من رياح التغيير وتداعياته أو سخط شعوبهم ونقمتهم، فاستجاب البعض للتغيير بغير عناد أو تسلط مؤمنا بأن الشعوب قد نضجت وتجاوزت أزمنة الخوف والصمت، وغدا بمقدورها أن تفرض التغيير من جانبها، لكن البعض الآخر صم أذنيه وأعماه التسلط والتكبر، فانتهى أمره أما قتلا أو مكبل اليدين والرجلين بالسلاسل، مخفورا بين شعبه الى محاكمة عادلة على جرائم ارتكبها بحق الإنسانية، كما أنه من قبيل التبسيط المخل أن ننظر الى سقوط الطاغية صدام ومحاكمته على أنه مجرد تغيير في أشخاص أو انتهاء مرحلة تاريخية في حكم العراق بإسقاط نظام ديكتاتوري، بل يجب أن نكون أكثر احتراما لقيم الديمقراطية وحريات الخلق وكرامتهم وعموم حقوق الإنسان وننظر الى سقوط الطاغية كتعبير حقيقي عن انهيار كل ما يمثله من قيم الفساد السياسي والمالي، وممارسات القهر والظلم، وانتهاك القوانين واللوائح، فالرجل لم يكن مجرد حاكم مستبد انتهى أمره وطويت صفحته بإزالته من عرش السلاطين، فهذا وجه واحد للقضية، إنما الوجه الآخر والأهم هو ما يمثله من ممارسات وسياسات لكثير من الطغاة العرب، وإن تفاوتت درجاتها وصورها·

إن صفات صدام نراها يوميا في جوقة الطغاة من المصفقين والمداحين والمبررين المسوغين لسياسات الفساد السياسي والمالي، وكتابات وأحاديث تلوي الحقائق وتجمل الصورة الرديئة لنظام الحكم، وفي نماذج الزعامة العربية التي أضفت على نفسها صفات العصمة والقداسة لتصبح قرارتها قدرا لا راد له، وكلماتها دليل عمل وأناشيد جوفاء خالية من الصدق يرددها الكبار والصغار بانتهازية ونفاق مباركة لخطى السلاطين وإستجابة لنزواتهم وأهوائهم، وكم صدام عربي تمرس فنون الكذب والتضليل بدغدغة مشاعر شعبه بشمس الحرية والديمقراطية المشرقة لكنه يستلب إرادة الأمة بهيئة نيابية مزيفة أو استفتاء مزور أو مجلس شورى صوري، وكم حاكم "صدامي" احتل مقعد السلطة يضع المجالس النيابية التي تصنع القانون وفقا لمصالحه وأهوائه، وبذلك يصبح الطغيان صورة من صور الديمقراطية الشكلية·

إن الكلام لا يُلقى جزافا عندما نسمع من بعض ادعياء الديمقراطية من القادة العرب أن "الإصلاح يجب أن يبدأ من الداخل" بينما موقفهم السياسي الفعلي هو مجرد حلقة في مسلسل خيانة المبادئ الديمقراطية الذي ألفناه، ونقيض الى كل ما رفعوه من شعارات رنانة حين انكشف أمرهم وظهرت عوراتهم السياسية عند اختبار الإصلاح ومتطلباته من حرية وديمقراطية حقة واجتثاث لبذور الفساد، لذلك على الحكام العرب أن يتعلموا الدروس من تاريخ الديكتاتوريات البائدة، وأن ليس أمام الراشدين فيهم غير الاختيار بين سكة السلامة الى الديمقراطية الحقة أو سكة الندامة الى محاكمة عادلة مخفورين بسلاسل من حديد·

�����
   
�������   ������ �����
الراشي والمرتشي والوزير الإصلاحي
قرار الدويلة.. كيف نقرؤه؟
خطباء التزيّد الديني
من المسؤول عن.... ؟!
يا جامعة الكويت "وين رايحين؟"
الديمقراطية المنقوصة
استجواب الحفلات
إفساد الدين
هزائم الصحوة الإسلامية
الطريق إلى "نجمة إدريس"
شفافية فساد الحكومة
إصلاح "لعبة الإصلاح"
بيت "الأمة" الكويتي
فصل الدين عن الدولة
"علمانية" حقوق الإنسان
إلى سمو رئيس مجلس الوزراء·· من القلب
الحدث الإرهابي
الإرهاب والإنحراف الديني
"فرقعة" الإصلاح
  Next Page

ضاحية علي بابا:
عبداللطيف الدعيج
هذه محاكمة لما يمثله الطاغية:
د·أحمد سامي المنيس
أغلال في يدي الرئيس:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
المسيرة في العراق:
زيد بن سالم الأشهب
هم ونحن وإياد علاوي:
المحامي نايف بدر العتيبي
لا تقرأ هذا المقال بعد السفر(2):
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
غنائم الحرب الحالية:
عويشة القحطاني
هل من نهوض؟!:
عامر ذياب التميمي
صدام في قفص الاتهام:
د. محمد حسين اليوسفي
إتلاف أموال عامة:
مطلق العتيبي
هل هي أزمة نظم أم أزمة مصطلح؟!:
يحيى علامو
جدول زمني لرحيل القوات الأمريكية:
د. جلال محمد آل رشيد
الشعب المرهون في البيت المسكـون:
عبدالخالق ملا جمعة
الكونغرس الإسرائيلي!!:
عبدالله عيسى الموسوي
نداء عاجل
فشلت المؤامرة وانتصر العراق:
حميد المالكي
"الحزبان" الغائبان في البحرين:
رضي السماك