تناولت بعض الصحف المحلية خبر حصول الطالب الكويتي أحمد سعد صالح على المركز الأول في الخطابة بالفصحى والنحو والصرف، وهي المسابقة التي تنظمها جامعة الدول العربية سنويا بالتعاون مع وزارة التربية في مصر·· ترأس المسابقة الدكتور أحمد هيكل وزير الثقافة المصري السابق، وقد حصل الطالب على نسبة 92%، بينما كانت نسبة الطالب الثاني - وهو من مصر - 88%·· ومن الجدير بالذكر أن الكويت حصلت على المركز السادس في العام الماضي، والمشكلة أن الطالب أحمد ومشرفته سميرة اليعقوب الموجهة الأولى للغة العربية بمنطقة العاصمة التعليمية لم يجدا أحدا في استقبالهما في المطار من مسؤولي وزارة التربية، علما أن الفائز بالمركز السادس وهو طالب من دولة قطر، نظمت له قطر استقبالا رسميا في المطار بل هو موعود بلقاء وزير التربية القطري!!! إن لم يكن قد حظي باللقاء وانتهى!!!·
لم يحظ هذا الطالب بأي اهتمام تربوي وإعلامي وثقافي؟! في وقت كان يفترض أن تتصدر صورته وخبر حصوله على الجائزة الصفحات الأولى، ألا يستحق هذا المبدع التقدير والتشجيع؟، وهو الذي جسد واجتهد وتفوق وتميز عن باقي زملائه وأقرانه، ومن المؤكد أنه يتمتع بقدرات وموهبة عالية، ينبغي علينا تنميتها وتطويرها وتشجيعها كي تصبح لهذا الطالب مكانة على سلم التربية والثقافة والفكر·
ماذا يعني لنا هذا الموقف المخزي والمخجل؟! هذا إن دل على شيء فهو يدل على غياب التنسيق والاهتمام داخل الجسم التربوي الرسمي، فوزارة التربية لم تكلف نفسها عناء الإعلان عن سفر الطالب الكويتي الى مصر ولا عن خبر حصوله على الجائزة الأولى، ويدل أيضا - وهو الأهم - أن وزارة التربية القائمة لا تهمها مصلحة الحركة التربوية ولا تشجيع طلاب وطالبات المدارس المبدعين، ما حصل للطالب المبدع أمر متوقع في ظل الفوضى والتسييس اللذين يستصرخ منهما قطاع التربية والتعليم في الكويت بشقيه العام والعالي، وكتبنا ونادينا مرارا بضرورة إبعاد الجسم التربوي والتعليمي عن الصراعات والحسابات السياسية والتعصب ولعبة تبادل المصالح وأن يصب الاهتمام لصالح الأجيال والناشئة، وخلق جيل من المبدعين في مختلف المجالات الثقافية والرياضية والفنية والعلمية وغيرها· |