تتواصل محطاتنا الانتخابية تزامنا مع أجواء انتخابات المجالس النيابية·
* في خطوة إيجابية قامت وزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة للمرور بإزالة الإعلانات الانتخابية المخالفة من الشوارع والطرقات تطبيقا للقانون، ويأتي هذا التحرك الحكومي ضمن سلسلة من التحركات الحكومية التي استقبلها الشارع الكويتي بترحيب وارتياح شديدين، وهي مؤشرات طيبة، نأمل أن تعقبها مبادرات أخرى مماثلة أكثر جرأة وتسارعا، في سبيل سيادة واحترام القوانين، وتعزيز الجهاز الأمني، وحفظ كرامة رجال الأمن، فالقانون فوق الجميع، وليس هناك شيء أرفع ولا أثمن من هيبة الدولة، لأن هيبة القانون من هيبة الدولة!!·
* يقول المرشح الفنان إبراهيم الصلال إن تطبيق الشريعة الإسلامية مطلب عام·· هل يجهل المرشح الفنان أن تطبيق الشريعة تطبيقا كاملا يعني تعديل المادة الثانية من الدستور، وأسلمة القوانين؟، في وقت يعرف الفنان إبراهيم الصلال أكثر من غيره أن ما يتمناه ويدعو له يعني قبر كل ما يهدف الى الفن والموسيقى والتمثيل والمسرح، أم أن هذا الكلام مجرد حرتقة وهرطقة انتخابية ليس أكثر!!
في الوقت نفسه نعلم أن أسطوانة تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية أو استكمال تطبيق - لا فرق - وتعديل المادة الثانية من الدستور التي يدندن لها البعض بمناسبة ومن دون مناسبة، يتم تسييسها وفق أهواء وأمزجة أتباع التيارات السياسية داخل رحم الجماعات الدينية بمختلف أفكارها ومدارسها، والتي تزج الإسلام في دهاليز العمل السياسي ولعبة المصالح، بل ومن يقل إن تعديل المادة الثانية وأسلمة القوانين - أي بمعنى أدق، تحويل الدولة الكويتية المدنية - الدستورية الى الدولة الدينية مطلب عام؟!! نعم نستطيع القول إنه مطلب لجماعات الإسلام السياسي وبعض المرشحين الخاضعين لهم·
* من خلال هذا الإطار، يجرنا الحديث الى ظاهرة بدت واضحة ومكشوفة، وهي أن الكثير من المرشحين يُظهر من الأفكار غير ما يُبطن، هذه مصيبة تشرخ جدار الديمقراطية، وقلنا أكثر من مرة إن التمثيل النيابي بحاجة الى المصارحة والمكاشفة الفكرية والوضوح السياسي، فالمرشح الذي يخشى الاعتراف وينفي ما يحمله من أفكار وميل سياسي يكون غير جدير بثقة الناخب، وبعيد كل البعد عن المثل والتربية الديمقراطية الحقة!!· |