| خطفتنا وأشغلتنا الأحداث المحلية والأجواء الانتخابية، ابتداء من حل المجلس، مرورا بمرسوم الحقوق السياسية للمرأة، انتهاء بانتخابات مجلس البلدي والأمة، من الاهتمام بحدث عربي جدير بالمتابعة هو عودة منطقة "جزين" المحتلة الى الأرض والسيادة والشرعية اللبنانية معززة محررة بعد الانسحاب المذل والمهين "لجيش لبنان الجنوبي" الموالي لإسرائيل·
"جزين"، ترزح تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 17 عاما، ومهما تكن النوايا الإسرائيلية من وراء الانسحاب إلا أنها تعد انتصارا للسيادة والتلاحم الوطني اللبناني، ونجاحا للمقاومة اللبنانية وعناصر حزب الله، والتي مهما اختلفنا معها في الكثير من الأفكار والتوجهات إلا أننا لا نستطيع أن ننكر الدور الذي تقوم به في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بجنوب لبنان والبقاع الغربي وغيرهما، عودة جزين الى السيادة اللبنانية والخارطة العربية لا شك أنها تعتبر حدثا عربيا مهما إلا أنه لم يحظ بالاهتمام العربي المطلوب وهو محصلة طبيعية وحتمية نتيجة الانشقاق والفتور في العلاقات العربية - العربية·
في الكويت، نعرف أكثر من غيرنا مرارة وعذاب وقسوة الاحتلال، ونقدر حماس وصلابة أية مقاومة ضد الاحتلال مهما كانت درجة وحدة وشراسة المقاومين، فمقاومة الاحتلال في مثل تلك الظروف تعني العزة والكرامة وخلق بصيص أمل من الحرية والاستقلال والنصر· الكثير من الناس في الكويت لا يهتم بمثل هذه الأحداث وتمر عليه مرور الكرام بل ويتحاشى الحديث والكتابة مادام الحدث المعني خارج حدود البلاد ظنا منه أنه بهذا الموقف يكون أكثر وطنية وأكثر التصاقا بهموم شعبه·· نعتقد أن هذا الكلام بعيد عن العقلانية، فالكويت أرضا وشعبا هي جزء من الأرض العربية والهوية الإسلامية وترتبط بالكثير من دول العالم في شرقه وغربه بعلاقات صداقة واتفاقيات مما يجعلنا أحوج الى التفاعل والتواصل مع القضايا والهموم العربية والإقليمية والدولية، وكما أن لدينا قضايانا العادلة والإنسانية ونطمح إلى مساندة ووقوف العالم الى جانبنا، من هذا المنطلق، غيرنا أيضا بحاجة الى مساندتنا ومشاركتنا لهمومه وقضاياه· عود على بدء، نأمل بتحرير كافة الأراضي والمناطق اللبنانية المحتلة، لبنان أول دولة عربية استنكرت الاحتلال العراقي على الكويت وعلينا أن نرد جزءا من هذا الوفاء، ولو برحلة سياحية واصطياف الى "جزين" عروس الشلال، (سميت بذلك لأنها تشرف شمالا على منحدر تتساقط فيه المياه، وتحيطها التلال من كل جانب، وتقع على سفح جبل تومات)· |
