نشاهد وعبر شاشات التلفزيون وأثناء تغطية احتفالات هلا فبراير لقاءات مع الجاليات المقيمة أو مع السائحين، أحد المقيمين ذكر أنه في الكويت منذ ثلاثين عاما وسائح يقول إني كنت موجودا في الكويت قبل أربعين سنة وجئت لرؤيتها من جديد، وسائحة جاءت خصيصا لهلا فبراير بعد الإعلانات المشوقة وغيرهم··· كل هذه الزيارات والمشاركات من السائحين جاءت بفضل الانتشار والانفتاح الإعلامي والعالمي··· وما تخلل هلا فبراير من حضور الجاليات خصوصا بعد العروض والأنشطة الممتدة طوال أيام المهرجان وإعطائهم الفرصة للتنفيس عن فرحتهم وتقديم فولكلور معبر عن تراث وحضارة بلادهم· وعلى الطرف الآخر نجد من يعارض الانفتاح بحجة الغزو الثقافي وجلب العادات الدخيلة ووصفه بالفسق والانحلال، فهذا الكلام مردود عليه ونقول إننا لا نستطيع وبأي حال من الأحوال وفي جميع الظروف الانغلاق والتقوقع وفي ظل ما يحاصرنا من شبكات الإنترنت والكمبيوتر وما يحيطنا من زخم إعلامي وبث مباشر وثورة معلوماتية··· فالعالم بشرقه وغربه يشهد انفتاحا عالميا مما يتحتم علينا الولوج فيه مع الاحتفاظ بخصوصيتنا الاجتماعية وهويتنا العربية والإسلامية لا أن نرفض الانفتاح تحت حجج وأعذار واهية·

عندما جاء الغزو العراقي أرسلنا الوفود وعندما نطالب بالأسرى أيضا نبعث الوفود تلو الأخرى فإن دل ذلك على شيء فهو يدل على حاجتنا لأكبر عدد من الأصدقاء ومن جميع دول العالم من دون استثناء في سبيل شرح وتبيان ونقل قضايانا ومطالبنا ومواقفنا العادلة وتوصيل صوت الحق الكويتي والحصول على أعلى قدر من الدعم والمساندة والتأييد··· فهل نأتي وبعد أن مررنا بأقسى التجارب والأزمات وأصعب التقلبات السياسية والاجتماعية وندعو الى رفض الانفتاح تارة والتحريض ضده تارة أخرى··· فرصيد الأصدقاء - دولا وشعوبا ومنظمات - لا بد أن تُؤتى ثماره في يوم من الأيام إن أحسنّا التصرف والتعامل بعقلانية وبحكمة·

عود على بدء، هلا فبراير وما صاحبه من انتشار إعلامي وانفتاح عالمي متواضعين وناجحين··· يتطلب منا بداية مباركة هذه الخطوة الانفتاحية الأولى ونأمل أن تعقبها خطوات أخرى مماثلة··· ومن دون فتاوى التحريم والمنع وخطب التحريض المساجدية ومن دون استخدام سلاح الترهيب والتهديد والتوقيع النيابي؟؟!!