تستعد الجمهورية الإسلامية الإيرانية للاحتفال بالذكرى العشرين للثورة الإسلامية·· عشرون سنة مضت على حكم الشريعة الإسلامية - الأيديولوجي، وبعد سلسلة خلافات بين صفوف رجال الدين والفصائل الإسلامية السياسية··· ومنذ أن توقفت الحرب العراقية - الإيرانية بدأت الخلافات والصراعات تتكشف شيئا فشيئا حتى أصبح نزاع الإرث الخميني وصراع السلطة··· وانقسام أقطاب النظام واضحا أمام الرأي العام العالمي·

فحكم الترويكا الذي تعيشه إيران ينحصر في خامنئي الولي الفقيه، مرشد الجمهورية وأنصاره من التيار المحافظ، ورفسنجاني وتيار اليسار الراديكالي ويقود مجموعة كوادر البناء، وخاتمي الرئيس وأنصاره للتيار الإصلاحي ويحظى بتأييد التيار المؤيد لمنتظري وهو تيار لا يمكننا الاستهانة به!!! والقوى خارج الرحم الديني والمراجع وآيات الله المعارضين لولاية الفقيه وللنظام القائم··· خصوصا بعد العريضة الموقعة من 325 رجل دين من أجل إطلاق حرية آية الله منتظري·

فالصراع الدائر في إيران هو صراع بين رموز الجمهورية الإسلامية وأبناء المدرسة الخمينية، أي بين التيارين المحافظ من جهة واليساري والإصلاحي من جهة أخرى وأيضا في الصراع بين الفصائل الإسلامية السياسية والليبرالية·· خصوصا بعد أن فقدت الحوزات العلمية التأثير على الشارع الإيراني وبعد أن حصد خاتمي %65 من أصوات الناخبين في "قم" مركز الحوزة العلمية!!! بخاصة أن قطاعا عريضا من الشباب إضافة الى شرائح النساء والكتاب والفنانين والمثقفين تنادي بالحرية والانفتاح والتعددية الفكرية والسياسية وليس تحجيم صلاحيات المرشد فحسب بل إلغاء ولاية الفقيه·

فمن يزر إيران سيرى صورة مختلفة ومتناقضة تماما مع ما تتحفنا بها الجمهورية الإسلامية من شعارات خمينية ومبادئ ثورة إسلامية··· ليس هنا المجال لذكرها!!

وحتى في الاحتفال بالذكرى العشرين للثورة الخمينية نجد تصدر نجوم كرة القدم أمثال علي دائي وكريم باقري ومهدي مهداوي قائمة كبار المدعوين!! فالقيادة الإيرانية الدينية لن تتمكن من جذب الجمهور وقطاع الشباب تحديدا إلا بمثل هذه الوسيلة··· فرؤية دائي وباقري ومهداوي بالنسبة لثلاثين مليونا من جيل لا يعرف إيران الشاهنشاهية ولا إيران الثورة الخمينية - أهم من رؤية آيات الله وخامنئي!!·

فالثلاثون مليونا ومطالب الحرية والانفتاح والتعددية ستدخل جراءها الجمهورية الإسلامية مع مرور الوقت منعطفا جديدا في ظل انحسار مبادئ الثورة الإسلامية والشعارات الخمينية·