لا تزال الجمعيات والهيئات الإنسانية تحتفل بمرور خمسين عاما على صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يعبر في مواده ومضمونه جملة من حقوق الحريات، فالشعوب المتحضرة الواعية عندما تتعرض لحرب أو تمر بأزمة ومهما كانت درجة هذه المشاكل نجدها وبمجرد أن تخرج منها تكرس جل أوقاتها وجهودها، للدفاع عن القضايا الإنسانية والدفاع عن حقوق الإنسان فللأسف حقوق الإنسان حاضرة في بلاد الغرب وشبه معدومة في بلاد الإسلام لأن المجتمعات الغربية تحيا وتعيش على أوتار الحياة المدنية بصورتها الحقيقية لا المزيفة ومؤسسات المجتمع المدني الفاعلة لا الخامدة!!!  الإيمان بالحقوق والحريات لا يقوم على وجود البرلمانات فقط بل لمؤسسات المجتمع المدني الدور الأكبر في تقدم المسار الديمقراطي وتعزيز الحريات وارتقاء وإنماء الحياة الاجتماعية، لذلك فالمجتمعات الغربية تعيش حالة انتعاش دائم تتجلى في نشاط الجمعيات الأهلية والمؤسسات المدنية ذات الطابع التطوعي والإنساني كالمرتبطة بالطفولة والشباب والمسنين والمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة والمطلقات والأرامل والأيتام والمفرج عنهم والفئات المرضية كمرضى السرطان والإيدز وغيرهم وهي في مجموعها تشكل حقا من حقوق الإنسان على أخيه الإنسان· وهذه الجمعيات والمؤسسات والهيئات الأهلية تشكل شريانا يغذي المجتمع المدني الغربي والتي اكسبتها احترام شعوب العالم وحكوماتها بخاصة المسلمة!! ليس هذا فحسب بل إن هذه الجمعيات والمؤسسات تحصد الآلاف والملايين بفضل التبرعات والمساعدات والأنشطة الاجتماعية والتي تعمل بمنأى عن أي أهداف سياسية أو مصلحية ومن دون أي تمييز بسبب الدين أو المذهب أو اللغة أو الأصل أو اللون أو الجنس وغيرها، فهمها الأول والأخير هو الإنسان والدفاع عن قضاياها وحماية كرامته وصون آدميته والأخذ به الى ساحل الاستقرار· في الكويت نفتقد الحس والعطاء الإنساني الخالص ونفتقد الرغبة والمبادرة في العمل التطوعي والخيري من دون مقابل، ونشاط الجمعيات الأهلية غائب إلا ما ندر والجمعيات العاملة والناشطة في مجال العمل التطوعي تعد على أصابع اليد الواحدة!! أما الباقي فتكاد تغط في سبات ونوم عميق!! لاسيما أن الجمعيات الأهلية والمؤسسات ذات العلاقة تشكل رافدا من روافد المجتمع المدني يفترض بها أن تحقق الأهداف التي أنشئت من أجلها والنظر بعين الاهتمام لا العطف الى قضايا وهموم الإنسان الكويتي ورعاية الإنسان من أطفال وشباب ومسنين ونساء ومرضى وذوي الاحتياجات الخاصة و··· و···!!