في عام 92 بلغ عدد مرشحي مجلس الأمة (304)، و(257) مرشحاً في عام 1996، أما في العام الجاري 99 فقد بلغ عدد المرشحين بعد غلق باب الترشيح (491) شخصاً·· في الوقت الذي يمثل فيه هذا العدد ظاهرة صحية وديمقراطية إلا أنه بالنظر والتمعن في وجوه وأسماء بعض المرشحين الجدد نجد أننا لم نسمع عنها قط، بل إنهاجديدة حتى على أبناء المنطقة التي ينوي المرشح الترشيح فيها وتمثيلها، وهذا إن دلّ فهو يدل على غياب النية والرغبة وانعدام الاستعداد المسبق للترشيح·· صحيح أن حلّ المجلس وإعلان انتخابات جديدة جاء مفاجئا إلا أنه ليس بعذر، فالمجلس المنحل كان متبقياً له عام وتنتهي مدته، ومن الملاحظ أن هناك مرشحين لا يترشحون بغية الوصول إلى كرسي البرلمان وخدمة البلد بقدر ما هي محاولة لتشتيت وبعثرة أصوات الناخبين ورغبة في إسقاط مرشحين معينين حتى بات أمرهم مكشوفاً وباستطاعة الواحد منا كشف وفرز أسمائهم·
الكثير من المرشحين الجدد نجد أن توجهاتهم الفكرية والسياسية غير مُعلنة وغير معروفة مما يثير أكثر من علامة استفهام·· ومثل هذه النوعية المُبهمة والتي تتعمد الإبهام تكون غير جديرة بثقة الناخب، فالعمل السياسي والتمثيل النيابي بحاجة إلى الصراحة والوضوح والمكاشفة!!
وبالمقابل هناك فئة من المرشحين الجدد يحملون أفكارا واضحة ويملكون من المؤهلات والكفاءة ما يجعلهم جديرين بخوض غمار الانتخابات بنزاهة، ويرون في أنفسهم القدرة على العطاء السياسي والإنجاز التشريعي، لكن ــــ وبكل أسف ــــ هؤلاء قلة ويعّدون على الأصابع، ومشكلتهم أن ثقة الناخبين بهم متذبذبة وهذا ليس تقليلاً من شأنهم بل لأن في نظرهم (الناخبين) أن الوقت لا يسمح بإخضاعهم للتجربة خصوصاً أنهم (المرشحين الجدد) كانوا بعيدين عن الساحة العامة بقضاياها ومشاكلها·· والبلد وفي ظل ما تعيشه من أزمات وعثرات سياسية واقتصادية بحاجة إلى أعضاء يملكون الخبرة والكفاءة السياسية تحديداً·
الذي يجب أن يعرفه هؤلاء المرشحون الجدد أن التمثيل النيابي بحاجة إلى الوضوح والمكاشفة والمصارحة السياسية والفكرية، وأن العمل البرلماني جزء أساسي لا يتجزأ من العمل السياسي!! |