مع اقتراب العد التنازلي لموعد انتخابات مجلس أمة 99، سواء كنا ناخبين أو غير ناخبين، يجب أن نؤكد تمام التأكيد ونحرص أشد الحرص على ضرورة توعية الناخب عن طريق سلك القنوات الديمقراطية الصحيحة، فصوت الناخب أمانة، وهذه الأمانة تنبع من ضمير الناخب نفسه في اختيار المرشح الذي يطمح إيصاله لعضوية البرلمان، وهذا المرشح (نائب مجلس 99) سيحمل على عاتقه مسؤولية الرقابة والمحاسبة والتشريع!!
الكويت تمر بمرحلة من أصعب المراحل وبفترة من أقسى الفترات، وبمنعطف سياسي واجتماعي متعثرين ومتوترين، من هذا المنطلق، يفترض أن يكون اختيار الناخب للمرشح يصب في مصلحة الوطن العامة والعليا، فالكويت لا تحتمل مزيدا من التعثر والتوتر، بحاجة أكثر من أي وقت آخر الى الاحتكام الى العقل لا العاطفة، وترجيح كفة الحكمة لا كفة المزايدات والشعارات التي لن نجني من ورائها سوى المزيد من التشرذم والضياع·
العديد من الأطراف والأوساط المحلية تذمرت واستاءت من أقوال وأطروحات بعض المرشحين الذين أخذتهم الحدة في نقد الحكومة والهجوم الانفعالي على بعض الممارسات القابرة للديمقراطية كظاهرة شراء الأصوات والتضييق على مرشحين معينين، وإن كنا نختلف ونعترض مع بعض ما قيل، إلا أنه يجب أن نعرف أن الحملات والندوات الانتخابية هذه ما هي إلا أداة للتعبير عن الرأي - سواء اتفقنا أو اختلفنا مع هذا الرأي أو ذاك - بل هي الوسيلة الوحيدة التي يستطيع من خلالها المرشح إيصال ما يريد إيصاله الى جمهور ناخبيه بصفة خاصة وجمهور المواطنين بصفة عامة، وبما أن الساحة السياسية الكويتية تحوي اتجاهات فكرية وسياسية متعددة، إذن، ومن خلال هذا الإطار نجد أنه من المعقول انتخابيا وسياسيا أن تختلف الندوات والحملات الانتخابية من مرشح لآخر تبعا لما يحمله من فكر وميل سياسي وهو أمر ليس غريبا وشاذا في الكويت، فهو وضع وظرف سياسي انتخابي استثنائي يعيشه أي مجتمع في أية دولة في مثل هذه الأجواء الانتخابية·
عود على بدء، لا بد أن يختار الناخب، المرشح على أساس الكفاءة السياسية والعلمية، فمجلس أمة 99 سيحمل طابعا مميزا عن غيره من المجالس النيابية السابقة، فهو يجيء في مرحلة انتقالية حرجة من عمر الدولة الكويتية، وفي خضم متغيرات عربية وإقليمية ودولية بالغة الأهمية، والشأن المحلي مليء بالمنغصات والهموم والقضايا العالقة!! |